أقول لسمير زاهر واتحاده ولحسن شحاتة وفريقه: «تماسكوا.. ثلاثة أيام فقط.. وسينشغل عنكم الناس والإعلام والدنيا كلها بمباراة رادس!.. نيجر إيه وبتاع إيه.. أنتم أبطال أفريقيا 7 مرات». الله يرحمك يا نجيب يا مستكاوى.. رحلت عنا وكأنك معنا.. قلت يوم سقطنا أمام مالاى: «حتى مالاوى.. أما بالاوى».. تراك ماذا كنت ستقول اليوم؟.. «حتى النيجر.. يا نهار أغبر»! ربما.. ومن المؤكد أبلغ. أعلم أنها كرة قدم، وأنها ليست نهاية العالم حتى نولول ونهيل التراب فوق الرءوس.. أو نطالب بقطعها! لكن المسألة أيضا أكبر من مجرد خسارة مباراة حتى نقول معها: «وإيه يعنى»! أتصور أن مباراة النيجر فتحت طاقة القدر أمام كارهى زاهر وشحاتة ليكيلوا لهما السباب ويسألونهما الرحيل.. ونبدأ الحديث عن التغيير.. وهو الأمر الذى لا يحلو لنا إلا مع كل كارثة!.. هذه ثقافتنا التى عنها لا نحيد!! لا يمكن أن يقلل من قدر حسن شحاتة وعطائه وإنجازاته إلا جاحد.. لكن لا يمكن أن أقول له «أمين» على كل ما يقوله أو يفعله..! عندما راهن شحاتة قبل مباراة النيجر ولم يكن يتوقع الخسارة قائلا: إنها قد تكون «نهاية جيل»!! تمنيت لو قال إنها ستكون «بداية جيل».. لكن شحاتة منا، ينتمى لنفس ثقافتنا.. فلا تغيير إلا بعد مصيبة. ورغم ما سبق، أرفض الانضمام لكل من يسأل شحاتة الاستقالة أو يطالب زاهر بإقالته!.. لأن ذلك هو مجرد رد فعل.. والقرارات الصائبة لا يجب أن تكون أبدا فى خانات رد الفعل.. لكننى اسأل شحاتة أن يتصارح مع نفسه للحفاظ على اسمه الذى بناه بجهده وعرقه ويسأل نفسه: هل مازال لدىَّ الجديد لأقدمه؟ وبعده يكون القرار. لا أريد أن «يأكل» من الكلام المقدم على طاولات خبراء التحليل بأن النيجر فريق منظم وأن أفريقيا لم يعد بها فريق ضعيف. تابعت مباراة تونس وتوجو بعد مباراة مصر والنيجر مباشرة.. الفارق الفنى كبير بين توجو التى خسرت من تونس وبين النيجر التى فازت على مصر.. والفارق لصالح الأول بالطبع.. أداء منتخب النيجر أعادنى إلى كرة أفريقيا فى السبعينيات، وجعلنى أشاهد المباراة، وكأنها على شاشة تليفزيون الأبيض والأسود، ولم يكن ينقصها من الماضى سوى صوت أحد الراحلين محمد لطيف وحسين مدكور، رحمهما الله. الأمر الإيجابى الذى حمدت الله عليه هو أننا لم نسمع تصريحا صادرا عن إدارى فى بعثتنا أو عضو بالجهاز الفنى لمنتخبنا ينسب سبب الهزيمة إلى المعزة التى طافت الملعب قبل المباراة أو يتحدث عن سحر أصابنا أو كان وراء «اللخمة» التى أصابت عبدالشافى وتسبب فى الهدف.. خاصة أن حديث السحر والشعوذة وفك الأعمال أصبح شائعا فى ملاعبنا واسألوا المساكين من سكان البيت الأبيض عن معاناتهم، وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم! مشكلتنا أعمق بكثير من أحاديث الدجل والشعوذة أو عن معزة طافت الملعب.. لأن النيجر ليست وحدها التى تملك «عنزة» فالعالم كله لديه «معيز».. ونحن أيضا.