بالتزامن مع الذكرى السنوية لرحيل مؤسس جريدة "البديل"، والخبير بمركز "الأهرام" للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور محمد السيد سعيد؛ أعلن الخبير بمركز "الأهرام"، السيد يس، أن المركز بصدد البدء في مشروع "نحو رؤية إستراتيجية لمصر"، مؤكدًا أن دراسات وأبحاث المفكر الراحل تمثل دراسة استطلاعية للمشروع. وبكى يس، خلال الحلقة النقاشية التي عقدها أمس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان الذي شارك الراحل في تأسيسه، وقال: "كان ابنًا لي، ولا أستطيع استكمال الحديث عن هذا الرجل العظيم". أما رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، جمال عبد الجواد، فقال: إن سعيد أفضل من كتب عن الثقافة العربية وحقوق الإنسان، وأكد خلال الحلقة النقاشية، التي استهدفت مناقشة أفكار سعيد، أنه كشف عن القيم التي ترسخ لأفكار حقوق الإنسان في هذه الثقافة. إلا أن عبد الجواد أخذ على الراحل عدم اهتمامه بتفنيد الثقافة الشعبية، وقال: "اشتبك سعيد مع الثقافة المكتوبة، لكن لم يعط نفس الاهتمام للثقافة الشعبية"، كما أشار إلى أنه كان من ضمن المطالبين بانشغال سعيد بالإنتاج الفكري أكثر من الكفاح السياسي، وقال: "لدينا وفرة في النشطاء السياسيين، ونعاني من ندرة في المفكرين الحقيقيين". واختلف المشاركون حول مسألة تحول سعيد من الفكر الماركسي الذي آمن به في فترة السبعينيات إلى الفكر الليبرالي، إلا أن أستاذ العلوم السياسية، حسن نافعة، قال: "لم أر انقلابات فكرية في رحلة سعيد الطويلة، فعندما يبدأ بالماركسية وينتهي بالأبعاد الثقافية وحقوق الإنسان، فهو يبدأ بالإنسان وينتهي بالإنسان". أما الناشط السياسي، عبد الجليل مصطفى، فقارن بين لقاء سعيد بالرئيس مبارك في عام 2005، ومطالبته بتعديل الدستور وعدد من المطالب الإصلاحية، وبين لقاء المثقفين في الأسابيع القليلة الماضية مع الرئيس، والذي أسفر فقط عن الاطمئنان على صحته، على حد تعبير مصطفى. أما أستاذ العلوم السياسية، مصطفى كامل السيد، فقال إن سعيد أرسل رسالة بموته مبكرًا، مشيرًا إلى أن العديد من المشروعات التي شارك في تأسيسها لم تكتمل أو تصل إلى ما يتمناه مثل حركة "كفاية" وجريدة "البديل"، وأضاف: "التمديد موجود وسيناريو التوريث ما زال قائمًا"، ودعا إلى استمرار النضال من أجل تحقيق أهداف سعيد التي وصفها بالسامية.