نعى مثقفو وصحفيو مصر الدكتور محمد السيد سعيد فى حفل تأبينه الذى أقامته نقابة الصحفيين مساء أمس الأول الخميس، وطُرح خلال التأبين عدد من المقترحات للمحافظة على فكر سعيد ومشروعه النهضوى القائم على العدالة الاجتماعية والديمقراطية. وقال مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين فى كلمته إن وفاة سعيد خسارة ضخمة للصحافة المصرية وضمير مصر الوطنى، وأشاد مكرم بجهد سعيد فى إنشاء جريدة البديل التى أسست لمدرسة صحفية جديدة تبحث فى العمق عن الخبر ومغزاه. وأشار إلى تعلمه عددا من الدروس من المفكر الراحل وقال «تعلمت من شجاعته أن الحياة موقف وواحدة من أهم مهام الإنسان فى الحياة رفض الظلم والعدوان». وأشارت الكاتبة الصحفية نور الهدى زكى، زوجة سعيد إلى الدور الذى لعبه مكرم عام 1989 فى الإفراج عن سعيد وإنقاذه من الموت والتعذيب، وقالت إن مكرم كان وقتها نقيبا للصحفيين وزار سعيد واطلع على آثار التعذيب فى جسده وخرج ثائرا يقول «هذا لا يحدث ولا فى العهد المملوكى». أما الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام، فنعى صديقه الراحل معتبرا أن قطعة منه قد رحلت معه. مشيرا إلى صداقتهما التى بدأت منذ عام 1972. وقال لم يختلف أحد معه فى مدرسته الفكرية مثلما اختلفت ولكننا عشنا نحترم هذه الاختلافات وكنا نتناقش ولكننا توقفنا فى المرحلة الأخيرة عن النقاش وكانت من أعذب الأوقات لأننا ارتكنا للأمر الحقيقى الباقى بيننا» ووصف سعيد المفكر الراحل ببانى المؤسسات مشيرا إلى دوره فى تأسيس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وجريدة البديل، وقال «ما لا يعرفه الكثيرون دوره فى تقديم تصورات لتطوير الأهرام لإدارات الأهرام المختلفة» وتنهد قائلا «آه يا محمد كم أفتقدك الآن كثيرا» فى إشارة منه إلى احتياجه لأفكاره وتصوراته لمعاونته على تطوير الأهرام. واستعرض سعيد عددا من الأفكار التى اقترحها المفكر النبيل لتطوير الأهرام مثل إنشاء محطة فضائية. أما المخرج سيد سعيد شقيق الفقيد، فاقترح فى كلمته التى ألقاها الشاعر حلمى سالم تشكيل لجنة يرأسها الخبير الاستراتيجى السيد يس الذى وصفه بالأب الروحى لمحمد السيد سعيد، على أن تضطلع اللجنة بمهمة جمع التراث المعرفى والعملى لمحمد السيد سعيد لإنقاذه من التبعثر والضياع ودعا كل من لديه شىء من الإنتاج الفكرى له لتقديمه لهذه اللجنة، وتعهد سعيد بتقديم كل الأوراق والمخطوطات غير المنشورة التى فى جعبته لهذه اللجنة. من جانبها نفت فيروز كراوية باسم عائلة سعيد، ما نشر فى «المصرى اليوم» عن جمع تبرعات لتحويل منزله لمتحف، وقالت «اسم محمد السيد سعيد سيظل كما كان ويتمنى دون تبرعات من أحد ونحن ننفى الخبر المنشور جملة وتفصيلا وعائلته كفيلة بتخليد اسمه دون تبرع من أحد». أما رجل الأعمال صبرى فوزى، فقرر تخصيص جائزة سنوية لحقوق الإنسان باسم محمد السيد سعيد، على أن يرعاها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، كما أعلن عن شروعه فى العمل على تأسيس منتدى فكرى يحمل اسم المفكر الراحل ويعمل على استكمال مشروعه النهضوى. ودعا محبيه لتفريغ طاقة الحزن فى أعمال من هذا القبيل. وألقى يحيى قلاش عضو مجلس نقابة الصحفيين المستقيل، كلمة الرثاء التى بعث بها خالد مشعل ينعى فيها المفكر النبيل ويقدم العزاء لأسرته، وألقت نور الهدى زكى كلمة المفكر الفلسطينى الدكتور عزمى بشارة التى نعى فيها صديقه الراحل. شارك فى حفل التأبين نحو مائة شخص من مختلف الأطياف السياسية، منهم المستشار محمود الخضيرى والمستشار أشرف البارودى، وعدد من نشطاء حركة كفاية مثل الدكتور عبدالحليم قنديل وجورج إسحاق، والأكاديميين مثل الدكتورة منار الشوربجى وزملائه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وعدد من نشطاء اليسار مثل شاهندة مقلد. وألقى الشعراء جمال بخيت، وسيد حجاب، وعبدالرحمن يوسف عددا من الكلمات الشعرية رثاء لمحمد السيد سعيد ومصر التى فقدته. ووزع مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عددا تذكاريا من مجلة سواسية يضم جميع مقالات الرثاء التى كتبت عن المفكر الراحل.