لم يجد المدرب تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي لكرة القدم وسيلة يهرب بها من الانتقادات التي توجه إليه إلا في قراءة الكتب وهي الهواية التي يستطيع ممارستها في كل وقت. وقال برانديللي بعد التعادل السلبي لفريقه مع مضيفه منتخب أيرلندا الشمالية يوم الجمعة الماضي في تصفيات بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) "عندما أرى تقريرا لا أحبه عن الآزوري ، أبدأ في قراءة أحد الكتب ،وفى هذه الايام أقرأ كثيرا". ورغم التعادل السلبي ، حافظ المنتخب الإيطالي على موقعه في صدارة المجموعة الثالثة بالتصفيات وعزز فرصته في بلوغ النهائيات حيث رفع رصيده إلى سبع نقاط من ثلاث مباريات خاضها حتى الآن في هذه المجموعة. كما أظهرت المباراة أن برانديللي لم يحقق تطورا كبيرا على الفريق منذ أن تولى مسئوليته في يوليو المقبل. ويستطيع المنتخب الإيطالي تدعيم موقفه في صدارة المجموعة بشكل أكبر إذا تغلب غدا الثلاثاء على نظيره الصربي صاحب المركز الرابع في المجموعة برصيد أربع نقاط والذي يمثل المنافس الأقوى للآزوري في هذه المجموعة. ولكن مهمة الآزوري لن تكون سهلة خاصة وأن منافسه الصربي يسعى أيضا لاستعادة توازنه بعد الهزيمة المفاجئة التي تعرض لها على ملعبه أمام منتخب استونيا 1/3 يوم الجمعة الماضي. ولم يكن برانديللي سعيدا بهزيمة المنتخب الصربى وقال إن هزيمة صربيا أمام استونيا ضاعفت من صعوبة وتعقيدات مباراة الغد. وأوضح "كنت أفضل ألا يتعرض المنتخب الصربي للهزيمة والجرح في هذه المباراة (أمام استونيا)". ورغم انتزاع نقطة التعادل خارج ملعبه ، لم ينل الآزوري أي إشادة من المعلقين المتابعين لمباراته في بلفاست ، عاصمة أيرلندا الشمالية. ولكن برانديللي أعرب عن تفاؤله. وأعاد برانديللي منذ توليه مسئولية الفريق المهاجم الخطير أنطونيو كاسانو إلى صفوف الفريق بعدما دأب المدرب مارشيللو ليبي المدير الفني السابق للفريق على استبعاده من قائمة الفريق منذ أن تولى مسئولية الفريق للمرة الثانية في عام 2008 . كما نجح برانديللي في حل مشكلة المهاجم الأساسي ماركو بورييللو واللاعب البديل جانباولو باتزيني وشعر بالسعادة لعودة لاعب خط الوسط ستيفانو ماوري إلى صفوف الفريق. وعلى مدار أربع مباريات فقط قاد فيها الفريق ، دفع برانديللي بالعديد من اللاعبين في خط الهجوم مثل باتزيني وبورييللو والبرازيلي الأصل ، إيطالي الجنسية ، أماوري وألبرتو جيلاردينو. ويعاني أماوري وجيلاردينو حاليا من الإصابة كما يعاني المهاجم الشاب ماريو بالوتيللي من الإصابة. ولم تكن الانتقادات التي تعرض لها برانديللي قاسية للغاية لأن المشاكل التي يعاني منها الآزوري في خط الهجوم ظهرت وتضخمت قبل توليه المسئولية. وما زال عالقا في أذهان الجميع مشهد صراخ المدرب ليبي في وجه مهاجميه خلال التدريبات التي سبقت المشاركة الهزيلة والكارثية للفريق في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وتشهد الأرقام على أن أزمة الهجوم في المنتخب الإيطالي تعود إلى عهد ليبي حيث سجل الفريق تسعة أهداف فحسب في آخر 11 مباراة خاضها وذلك باستبعاد أهداف الفريق الخمسة في مرمى جزر فارو خلال المباراة التي انتهت بفوز الآزوري 5/صفر في تصفيات يورو 2012 . وافتقد المنتخب الإيطالي الفائز بلقب مونديال 2006 بقيادة ليبي للهداف القناص أيضا ولكنه نجح في انتزاع لقب كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخ الآزوري بعدما سجل 11 هدفا واهنزت شباكه مرتين فقط في المباريات السبع التي خاضها بالمونديال الذي استضافته ألمانيا. ولكن الدفاع الحالي للمنتخب الإيطالي يحتاج أيضا إلى إصلاح وتطوير حيث استقبلت شباك الفريق عشرة أهداف في 11 مباراة رغم أن قوة خط الدفاع كانت أبرز مميزات الفريق في الماضي. ويأتي الخطر الأكبر على المنتخب الإيطالي في مباراة الغد من لاعب خط الوسط الصربي المخضرم ديان ستانكوفيتش نجم انتر ميلان الإيطالي واللاعب الشاب ميلوس كراسيتش الذي سجل مؤخرا ثلاثة أهداف (هاتريك) ليوفنتوس الإيطالي.