يبدو أن قطاعا من شبابنا الجادين بعيدون عن دائرة الضوء لأن مجتمعنا يهتم بقضايا مصيرية من قبيل من أفضل مغنٍ وأفضل مسلسل أين احتفاؤنا بشبابنا الموهوبين الذين يعطون بحق وبلا مقابل؟ تعالوا نتأمل مشروعين وصل إلىّ الكلام عنهما عبر البريد الالكترونى بما يثبت قطعا أن قطاعا من شبابنا ما قصر فى حقنا ولكننا نحن المقصرون. الموقع الأول اسمه موهوبون (mawhopon.net) وتصفحه يثير التساؤل عن مصير هؤلاء المخترعين ومخترعاتهم. مثلا اختراع يجعلك تتحكم فى كل الأجهزة المنزلية من خلال التليفون، وسلم كهربائى يعمل أوتوماتيكيا فور اندلاع الحريق، وصنبور مياه يعمل بالجاذبية الأرضية لتوفير المياه، وفريق من شباب هندسة حلوان يبتكر نموذج محاكاة لشبكية العين لمساعدة مكفوفى البصر. والحقيقة أن الموقع غنى بمخترعات وابتكارات واكتشافات مسجلة ولها براءات اختراع من دول عربية مختلفة بما يعنى أن هؤلاء الشباب بحاجة لكشاف يكتشفهم مثلما ترسل أندية كرة القدم من ينقب عن المواهب حتى تحترف فى أندية الدورى. هؤلاء كذلك، وليسامحونى أننى ربما أساوى للحظات بين إبداعات العلم وإنجازات القدم، بحاجة لمن يكتشفهم. ومن أسف أن مجتمعات أخرى تنفق على المسابقات الرياضية نفس نسبة ما ننفق من الناتج القومى، مع فارق أنهم ينفقون أضعاف ما ننفق على العلم والعلماء والابتكار والمبتكرين. كل الشكر للأستاذ عاطف مظهر مدير موقع «موهوبون» على ما قدم من جهد يستحق كل الإشادة. وقد راسلنى من فترة اثنان من الشباب الواعد: محمد جمال وهيثم محمد بعد أن قررا أن يضيئا شمعة فى ظلمة لم يرتضياها لأقرانهما من خلال عدة مشاريع جادة آخرها مشروع لعرض وتلخيص عشرة آلاف كتاب (tellamrkhaled.com). وقد نسبا الفضل فى تبنيهما لهذا المشروع وغيره للداعية عمرو خالد. وقد طرحت على زميلىّ هيثم ومحمد فكرة أن الأهم ليس تلخيص الكتاب وإنما مناقشته وتكوين عقلية ناقدة تربط بينه وبين كتابات أخرى تناقش نفس موضوعه وفقا لقول الفيلسوف الألمانى «إيمانويل كانط»: «إن الإنسان الضار بمجتمعه ليس عالما تماما وليس جاهلا تماما، وإنما هو شخص لم يتعلم بما يكفى ليكون نافعا ولم يكن جاهلا بما يكفى ليكف أذاه عن الآخرين»، ونصيحة العقاد بأن كتابا واحدا تقرأه ثلاث مرات أفضل من قراءة ثلاثة كتب مرة واحدة. وهو ما وعدت بالمساعدة فى تحقيقه. هؤلاء بعض شبابنا: بذور حية بحاجة لأرض عفية.