ردًّا على خطاب الرئيس الألماني كريستيان فولف، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أهمية الجذور المسيحية اليهودية بالنسبة إلى ألمانيا. وقالت ميركل، اليوم الأربعاء، في برلين: "أعتقد أن الرئيس الألماني أشار إلى شيء مهم جدًّا من وجهة نظري، وهو أن ألمانيا تتميز بالجذور المسيحية والجذور اليهودية، وأن ذلك صنع تاريخنا، وأن لدينا بالطبع مسلمين في ألمانيا". وأكدت ميركل أن ما يسري في ألمانيا هو القانون الأساسي (الدستور)، وليس الشريعة الإسلامية، وقالت: "وبخلاف ذلك، فإن القوة المميزة لثقافتنا عبر قرون هي الثقافة المسيحية اليهودية، وإن لم يكن عبر آلاف السنين". وتأتي تصريحات ميركل في ظل الجدل الدائر حول خطاب الرئيس الألماني، كريستيان فولف، الذي ألقاه الأحد الماضي في الذكرى العشرين لإعادة توحيد شطري ألمانيا، حيث قوبلت بعض العبارات التي تحدث فيها عن الإسلام بانتقادات وترحيب في الوقت نفسه من قبل العديد من الأوساط السياسية الدينية والاجتماعية في البلاد. وكان فولف قال خلال خطابه إن ألمانيا لها تاريخ مسيحي يهودي، "لكن الإسلام أصبح أيضًا جزءًا من ألمانيا اليوم". وقد طالب الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه ميركل، في وقت سابق اليوم باعتراف واضح بالتقاليد المسيحية في ألمانيا. وقال هيرمان جروه في تصريحات لصحيفة "ميركيشه ألجماينه تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء: "يتعين علينا الاعتراف بتقاليدنا المسيحية في ألمانيا، حتى خلال الحوار مع المسلمين". وأشار جروه إلى أن فولف ألقى خطابا مهما، وأضاف: "الحرية الدينية للجميع، وللمسلمين أيضا". وفي الوقت نفسه ذكر جروه أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تنازلات في المساواة بين الرجل والمرأة في ألمانيا، مضيفا أن المسلمين يزعجهم في الغالب التقليل من شأن الدين في ألمانيا وليس التقاليد المسيحية. وقد توالت ردود الأفعال بالسلب والإيجاب على خطاب الرئيس، حيث كشف استطلاع للرأي أجري بتكليف من صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم أن 66% من الألمان يرون أن الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا، بينما اتفق 24% فقط من الذين شملهم الاستطلاع مع ما قاله فولف. وجاء في تقرير الصحيفة أن العديد من المواطنين أرسلوا للرئيس خطابات خلال الأيام الماضية تضمن جزءٌ منها انتقادات للعبارات التي تحدث فيها عن الإسلام. واستعرضت الصحيفة بعض التعليقات التي ظهرت على الصفحة الإلكترونية للرئيس المخصصة للزوار وعلى شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من بينها: "أنا أرفض تلك العبارة منك تماما"، "ما علاقة المسلمين بالوحدة الألمانية؟ هل قاموا بإسقاط السور؟"، "الإسلام كأيديولوجية لا يمكن أن يتفق مع الثقافة الألمانية والنظام الاجتماعي". وفي الوقت نفسه لم تأت جميع التعليقات منتقدة لكلمة الرئيس، حيث كان هناك أصوات إيجابية أيضا، من بينها: "أرى أنه من المهم أن يراهن الرئيس على التضافر بدلا من الانقسام". كما وصف علي كيزيلكايا، رئيس مجلس الإسلام في ألمانيا، خطاب الرئيس بأنه "خطوة كبيرة في عملية الاندماج".