كشف استطلاع للرأي أُجري بتكليف من صحيفة "بيلد" الألمانية، الصادرة الأربعاء، عن أن 66% من الألمان يرون أن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا، بينما اتفق 24% فقط من الذين شملهم الاستطلاع مع ما قاله الرئيس الألماني كريستيان فولف بأن الإسلام صار جزءاً من المجتمع الألماني. وجاء في تقرير الصحيفة أن العديد من المواطنين أرسلوا إلى فولف خطابات خلال الأيام الماضية تضمن جزء منها انتقادات للعبارات التي تحدث فيها عن الإسلام في خطابه الذي ألقاه الأحد الماضي في الذكرى العشرين لإعادة توحيد شطري ألمانيا. واستعرضت الصحيفة بعض التعليقات التي ظهرت على الصفحة الإلكترونية للرئيس المخصصة للزوار وعلى شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، من بينها: "أنا أرفض تلك العبارة منك تماما"... "ما علاقة المسلمين بالوحدة الألمانية؟ هل قاموا بإسقاط السور؟"... "الإسلام كأيديولوجية لا يمكن أن يتفق مع الثقافة الألمانية والنظام الاجتماعي". وفي الوقت نفسه، لم تأت جميع التعليقات منتقدة لكلمة الرئيس؛ حيث كان هناك أصوات إيجابية أيضا، من بينها: "أرى أنه من المهم أن يراهن الرئيس على التضافر بدلا من الانقسام". كما وصف رئيس مجلس الإسلام في ألمانيا علي كيزيلكايا خطاب الرئيس، بأنه "خطوة كبيرة في عملية الاندماج". وعلى الصعيد السياسي، دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عما ورد في خطاب الرئيس عن الإسلام، في الوقت الذي طالبت فيه بمزيد من الاعتراف بالمسيحية. وخلال جلسة لأعضاء الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي المنتمية إليه ميركل، نقل بعض الحاضرين عن المستشارة الألمانية، الثلاثاء، إشارتها لهذه الجملة التي وردت في خطاب الرئيس، مع تأكيدها أن ذلك لا يعني أن الإسلام هو "أساس للذات الثقافية لألمانيا". وقالت ميركل: إن معيار اندماج الأجانب هو القانون الأساسي للدولة لا الشريعة الإسلامية. وكان ساسة منتمون لتحالف ميركل (الذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامتها والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري)، وجهوا انتقادات إلى ما تناوله فولف خلال خطابه من أن الإسلام صار جزءا من البلاد كالمسيحية واليهودية. ورغم إشادة رئيس المجموعة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الذي يكون مع الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل ما يسمى بالتحالف المسيحي، إلا أنه أكد أن الإسلام ليس جزءا من الثقافة الألمانية. وقال هانز بيتر فريدريش، الثلاثاء، في برلين: "لا أوافق على أن الإسلام جزء من ثقافتنا، أنا غير موافق على هذا التفسير للرئيس". وذكر فريدريش أن الثقافة المسيحية الغربية مع الأصول اليهودية، هي الثقافة الرائدة التي اندمج فيها كل من يريد العيش في ألمانيا. ومن جانبه، قال رئيس لجنة شئون الداخلية في البرلمان الألماني، فولفجانج بوسباخ، المنتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل، في تصريحات لصحيفة "بيلد": "رغم أن الإسلام أصبح الآن جزءا من واقع الحياة في ألمانيا؛ لكن التقاليد (المسيحية- اليهودية) هي التي تنتمي إلينا". وكان نوربرت جايز، السياسي في الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، انتقد من قبل كلمة الرئيس، وقال: "الخطاب كان غير واضح، فإذا كان الرئيس يريد مساواة الإسلام في ألمانيا بالمسيحية واليهودية، فإنني أرى ذلك خطأ". كما قالت وزيرة شئون المجتمع المحلية في ولاية بافاريا، كريستين هادرتهاور، المنتمية إلى الحزب البافاري، في تصريحات لصحيفة "لايبزجر تسايتونج": "مثل هذه العبارة يمكن أن يُساء فهمها، فالحرية الدينية لا ينبغي أن تصبح مساواة دينية". وكان رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، رحب بأول خطاب مهم للرئيس، وقال رئيس المجلس، أيمن مازيك، في تصريحات لصحيفة "بيلد"، الاثنين: "كلمة الرئيس إشارة واضحة ومهمة لجميع المسلمين في ألمانيا". وأضاف مازيك: "كلمة فولف كانت إشارة لأن المسلمين ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية". وكان فولف دعا أيضا، خلال كلمته، المجتمع إلى عدم السماح بانتشار الأحكام المسبقة عن المهاجرين أو عزلهم ، وقال: "هذا يصب في مصلحتنا الوطنية".