جددت المستشارة الألمانية مطالبها للمهاجرين المقيمين في ألمانيا بتعلم اللغة الألمانية وقالت في مؤتمر لشباب التحالف المسيحي الديمقراطي في مدينة بوتسدام "هؤلاء الذين يريدون أن يشاركونا عليهم ليس فقط احترام قوانيننا بل أيضا إجادة لغتنا". وتابعت ميركل حديثها لوسائل الاعلام التي نقلت خطابها قائلة "إن الجيل الجديد يشهد زيادة في أعداد الأشخاص ذوي الأصول الأجنبية". وأشارت ميركل إلى أنه لا يجب التقصير في تشجيع المهاجرين على الاندماج "فمثل هذا التشجيع كان بسيطاً جداً في الماضي"، ورأت أن هذا التشجيع يعني منح المهاجرين فرصة.
وتأكيدا على ما قاله الرئيس الألماني كريستيان فولف في خطابه بمناسبة الذكرى العشرين للوحدة الألمانية قالت ميركل إن "الإسلام جزء من ألمانيا" غير أن ميركل اعترفت بفشل مبدأ "التعددية الثقافية" التي كان هورست زيهوفر، رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي وشريك ميركل في تحالفها المسيحي ورئيس حكومة ولاية بافاريا، وصفها بأنها "ماتت".
وفي سياق متصل، كانت ميركل قد قالت خلال المؤتمر الإقليمي لحزبها المسيحي الديمقراطي، الذي عقد مساء الأربعاء الماضي في مدينة هاله في شرق ألمانيا "من يريد أن يعيش معنا عليه بالطبع إجادة الحديث باللغة الألمانية". وتابعت المستشارة أمام الحضور الذين قارب عددهم نحو 1000 عضو من أعضاء الحزب المسيحي في قضية الاندماج قائلة "اللغة هي الشيء الأهم وليس هناك مجال للأعذار في هذا الشأن".
من جهته شجع الرئيس التركي عبدالله جول مواطنيه المقيمين في المانيا على الاندماج، داعيا إياهم إلى "تكلم اللغة الألمانية بطلاقة ومن دون لكنة"، وذلك في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة "سود دويتشه تسايتونج" وقال جول "عندما لا نتكلم لغة البلد الذي نعيش فيه، فهذا لا يستفيد منه احد: لا الشخص المعني ولا البلاد ولا المجتمع". وأضاف "لذلك اكرر القول في كل مناسبة ان عليهم تعلم اللغة الالمانية وتكلمها بطلاقة ومن دون لكنة. ويفترض ان يبدأ هذا من صفوف الروضة".
ويعيش حوالى 2,5 مليون تركي في المانيا. ويدور جدل محتدم حول صعوبة اندماجهم منذ ان اصدر المسئول في البنك المركزي تيلو سارازين كتابا هذا الصيف انتقد فيه المسلمين.
ووصف جول العداء حيال المسلمين الذي اكدته استطلاعات للرأي بأنه طمرض يعود بصورة منتظمة وبمعزل عن المستوى التربوي لمجتمع ما او رفاهيته".
وقال ان تصريحات الرئيس الالماني كريستيان فولف الذي اثار سجالا شديدا حين اكد ان الإسلام جزء من ألمانيا في خطاب القاه بمناسية الذكرى العشرين لاعادة توحيد المانيا "قد اسيء فهمها في المانيا".
وقال جول ان "كل ما فعله كريستيان فولف انه لاحظ ان بعض المواطنين الالمان مسلمون، كما هناك اتراك مسلمون في المانيا". ويقوم فولف ابتداء من الاثنين بزيارة تستمر خمسة ايام لتركيا هي الأولى لرئيس الماني منذ عشر سنوات. وسيشارك الجمعة في وضع الحجر الاساس في اسطنبول لجامعة المانية - تركية ستقدم دروسا باللغات الالمانية والانكليزية والتركية.
وطبقا للقناة الالمانية الاولى، داس ايرسته، فان الحكومة الالمانية وعلى لسان وزيرة التربية انيت شافان أعلنت بأنها ستقدم دعما ماليا الى جامعتين تدرسان برنامجا للفقه الاسلامي لتخريج ائمة اعدوا اعدادا كاملا في المانيا وليس في الخارج.
واعلنت في مؤتمر صحفي ان الحكومة الالمانية ستقدم حتى اربعة ملايين يورو الى جامعتي توبينجن (جنوب غرب) ومونستر/اوسنابروك (شمال غرب) لاعداد ائمة وفقهاء متخصصين في الشئون الاسلامية. حيث سيتلقى هؤلاء الائمة تعليما تكون كل مواده باللغة الألمانية.
وترسل تركيا في الوقت الراهن عددا كبيرا من الأئمة لبضع سنوات وهم لا يتحدثون او يتحدثون قليلا اللغة الالمانية لدى وصولهم. وهو ما سيساهم في تخريج أئمة ضليعون بتعقيدات الحياة الالمانية ويساهم في توحيد الالمان بغض النظر عن ديانتهم.
من جهة أخرى حذر المجلس المركزي ليهود المانيا السبت من مغبة تطرف المجتمع الالماني في حين يثير النقاش حول اندماج المسلمين والاتراك جدلا حادا منذ اسابيع في هذا البلد.
واعتبر الامين العام للمجلس المركزي ستيفان كرامر في صحيفة "راينفالتز ام سونتاج" ان نتائج دراسات حديثة ينبغي ان تحض على "دق ناقوس الخطر"، وان تدفع الحكومة الى التحرك ضد الافكار المناهضة للديموقراطية. وبحسب دراسة لمؤسسة "فريدريتش ايبرت" عرضت الاربعاء، فان 58% من الالمان يعتبرون انه ينبغي تقييد ممارسة الاسلام في المانيا بشكل كبير، في حين قال 55% انهم يتفهمون ان "يكون العرب غير مرغوبين بالنسبة الى البعض".
ورأى عضو في المؤسسة "ان ما يدعو الى القلق هو اننا نلاحظ اتخاذ مواقف يمينية متطرفة داخل الشرائح المتوسطة من المجتمع: في الشرق والغرب ولدى كل شرائح الاعمار (...)، لدى النساء والرجال".
واعتبر كرامر ان على الحكومة "أن تقر" بان النظام بات أكثر تعرضا للتهديد من وسط المجتمع. وندد بالخطاب "ليس الدنيء وحسب وإنما غير المسئول أيضا" لزعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، المتحالف مع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، في بافاريا هورست شيهوفر، والنقاش "غير المتزن والخبيث والهستيري" حول الاندماج في المانيا.
واعتبر شيهوفر في مجلة "فوكوس" الاسبوع الماضي ان الاتراك والعرب يواجهون "صعوبة اكبر" في الاندماج، وخلص من ذلك الى القول ان المانيا "ليست بحاجة لهجرة اضافية منبثقة من ثقافات اخرى".
وجاءت هذه التصريحات في حين يدعو البعض إلى تخفيف شروط الهجرة لمواجهة شح اليد العاملة المؤهلة. وفي "خطة من سبع نقاط" لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي نشرتها مجلة "فوكوس" السبت، شدد شيهوفر على ان "المانيا ليست برأيه دولة هجرة".
واعتبر في الخطة ان شح اليد العاملة المؤهلة لا يمكن ان يكون "توقيعا على بياض لهجرة خارج السيطرة".
واقترح على العكس ان يتم إدراج معيار يتمثل في إن يكون أي أجنبي "على استعداد أو قادرا على الاندماج"، مؤكدا على "الجذور اليهودية المسيحية" لألمانيا.