بدأت معدات حفر ميكانيكي العمل في أرض صخرية بمستوطنة يهودية اليوم الثلاثاء، حيث معظم أفراد الطاقم من الفلسطينيين الذين مهدوا الأساسات لإقامة 24 منزلا بعد انتهاء تجميد جزئي كانت إسرائيل قد فرضته على البناء، وقال رئيس العمال في الموقع وهو فلسطيني امتنع عن ذكر اسمه "تعين علينا أن نعمل صباح اليوم.. إننا نؤدي عملنا فحسب". ويجري بناء شقق في مبان منخفضة خلف جدار أمان صلب في جيفا بنيامين، وهي مستوطنة تضم 1300 أسرة وأقيمت على تل يطل على قرى فلسطينية قريبة وجيوب إسرائيلية أخرى في الضفة الغربيةالمحتلة. وبدأ العمل بعد انتهاء تجميد جزئي فرضته إسرائيل على بناء مساكن جديدة في مستوطنات الضفة الغربية أمس الاثنين، وهدد زعماء فلسطينيون بالانسحاب من محادثات السلام التي تجري بوساطة أمريكية إذا لم يستمر تجميد البناء. ويعتبر الفلسطينيون الجيوب اليهودية رموزا مكروهة للاحتلال الإسرائيلي، الذي يمكن أن يحرمهم من دولة لها مقومات البقاء، لكن بالنسبة لآلاف العمال الفلسطينيين فان العمل في بناء المستوطنات يعني طعاما على المائدة. ويقول مسئولون فلسطينيون أن نحو 25 ألف فلسطيني يعملون في المستوطنات بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية، وهي مناطق استولت عليها إسرائيل من الأردن في حرب عام 1967، ويعمل أقل من 12 عامل بناء ومساح معظمهم فلسطينيون في جيفا بنيامين التي تقع على مسافة 12 كيلومترا شمالي القدس يضعون الأساسات لمجمع المساكن الذي سينضم إلى مباني شقق سكنية أخرى تصطف على جانبي الشارع. وطلبت السلطة الفلسطينية من الفلسطينيين الانسحاب من العمل في المستوطنات بحلول نهاية العام، في إطار مقاطعة تجارية للجيب لكن الالتزام قد يكون ضعيفا بسبب نقص بديل للعمالة في الضفة الغربية. وفي قرية حسان بالضفة الغربية القريبة من بيت لحم، تحدث عامل بناء فلسطيني عن فرص العمل الجديدة أكثر منه بشأن السياسة، عندما سئل بشأن انتهاء تجميد البناء الذي كانت إسرائيل قد فرضه، وقال علي "ما هو الفرق؟ إننا نعيش مع الإسرائيليين وسيتعين علينا أن نعيش معهم في المستقبل.. إنني سعيد لأنني سأتمكن من الحصول على دخل". ويعيش زهاء 500 ألف يهودي في ما يزيد عن 100 مستوطنة أقيمت في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية على أراض احتلتها إسرائيل عام 1967، وتعتبر محكمة العدل الدولية هذه المستوطنات غير مشروعة لكن إسرائيل ترفض هذا، فيما يعيش نحو 2.5 مليون فلسطيني في نفس المناطق.