الهضم عملية حيوية تبدو كالأمر السهل الممتنع. ظاهرها بسيط هين بين انقباض وانبساط المعدة إلى الحركة الدودية اللينة التى تتحركها الأمعاء الدقيقة والغليظة داخل تجويف البطن يلفها منديل من نسيج قوى من ألياف لامعة يحمى عقدها من أن ينفرط. الأمر لا يبدو بتلك البساطة التى نراها بها إنما هناك العديد من الآليات الفسيولوجية والعضوية التى تتدخل وتتداخل لتصنع من الطعام على اختلاف أنواعه وطرق طهوه ومصادره كتلة هينة لينة يمكن للأمعاء امتصاص كل ما يحتاجه الجسم منها ليتولى الدم توزيعه على أعضاء الجسم المختلفة لتستمر فى عمليات البناء والهدم المختلفة التى تحفظ على الإنسان طاقته الدافعة للحياة. تبقى الفضلات ليتلقاها القولون ليعيد امتصاص الماء منها وبعضا مما سقط امتصاصه سهوا من المواد المهمة ويدفع بالبقية الباقية بقوة عضلاته إلى الشرج الذى يتولى عملية الإخراج. إذا ما أفرط القولون فى امتصاص الماء أو تباطأ وتكاسل فى طرد الفضلات بقيت داخله فى صورة أكثر صلابة من المعتاد فيما يسمى بالإمساك. ينشأ الإمساك أيضا من قلة ما يتناول الإنسان من ماء أو إصابته بما ينجم عن جفاف خلاياه الأمر الذى يدفع القولون للحرص على كل الماء الوارد إليه فيعاود امتصاصه. نقص ما يتناول الإنسان من ألياف أيضا فإنها تمتص الماء ولا تذوب فيه الأمر الذى يضمن للقولون حركة ميكانيكية سلسة. غياب الحركة فالمعروف أن الحركة خاصة المشى السريع يساعد على تحفيز الأمعاء على الحركة النشطة وتخليصها مما قد يعلق داخلها من غازات. تلك هى الأسباب الطبيعية المعروفة للإمساك لكن هناك العديد من الأمراض التى تتسبب فى الإمساك أو ما يتناوله الإنسان من أدوية لعلاج أمراض ربما لا علاقة لها بالجهاز الهضمى على الإطلاق مثل بعض الفيتامينات فى جرعات زائدة وبعض أدوية علاج الضغط أو علاج نزلات البرد والأرق. ● هل للطعام علاقة بالإمساك؟ نعم، بلا شك، فهناك من الأطعمة ما هو ملين بطبعه يحقق سهولة الإخراج ويخفف من حدة عرض الإمساك مثل: حبوب القمح الكاملة غير المقشورة والتى يصنع منها الخبز الأسمر والخبز الذى يعرف فى بلادنا بالسن أو البلدى وكل أنواع المعجنات المستخدم فيها. أيضا الذرة المسلوقة، الفشار، البسلة، الفاصوليا البيضاء الجافة أو الخضراء، العدس، ومسحوق بذر الكتان. من الفواكه: الخوخ الطازج والجاف، كذلك المشمش ومستحضرات قمر الدين والتين الطازج والمجفف والأناناس والكمثرى والجوافة والبطيخ والبرتقال والتوت. من الخضار: الخس والجرجير والجزر والملوخية والبامية والكوسة والفلفل الحامى والبارد منه. من المكسرات: الفستق واللوز وعين الجمل أكثرها أثرا. تفيد التوابل أيضا مثل الكسبرة والكمون إذا ما أضيفت للطعام. هناك أيضا من الأطعمة ما يساعد على الإمساك ويحفز على استمرار المعاناة منه مثل الرمان والتين الشوكى والتفاح الذى يستخدم المبشور منه لعلاج حالات إسهال الأطفال المتوسطة الأثر. هناك أيضا الخبز الأبيض وكل ما صنع من الدقيق الأبيض من المعجنات كما أن اللحوم الحمراء كلها بغض النظر عن طريقة طهوها تحفز على الإمساك. إذا ما أثرت السلامة فلك أن تضيف ملعقة من العسل الأبيض إلى قدر من اللبن الرايب أو الزبادى فإنها أفضل ما يمكنك أن تتناول إذا ما تعرضت للمعاناة يوما من الإمساك.
