د. عبد الحميد اباظة استشارى الكبد والجهاز الهضمى إن قدرة الله في خلق الإنسان بها آيات عديدة ومن أكبر هذه الآيات خلق وعمل الجهاز الهضمي في الإنسان، إذا تتبعنا لقمة أكلها الإنسان والمراحل التي تمر بها داخل الجهاز الهضمي لتعجبنا من خلق الله وآياته. في الفم: يتم مضغ الطعام ثم خلطه بالريق لإذابة المواد الصلبة وحاسة التذوق الموزعة علي اللسان لتذوق الطعام. في المريء: انقباض المريء في حركة دودية لأسفل لدفع الطعام إلي بوابة المعدة فتفتح فور اقتراب الطعام منها بميزان دقيق حساس لنزول الطعام للمعدة ما الذي يحرك المريء لأسفل وما الذي يفتح بوابة المعدة سبحان الله. في المعدة: المطحنة العجيبة التي تعمل لطحن الطعام وخلطه بالانزيمات الهاضمة وتقليبه وهذه الانزيمات لا تعمل إلا في وسط حامض الهيدرولكريك الذي في العادة يثقب المعادن ولكنه يخرج بأمان في المعدة يساعد الهضم وحفاظًا للمعدة تفرز مواد مخاطية تغطي المعدة وتحميها من الحامض يا سبحان الله كل شيء بحساب، ثم تغلق البوابة السفلي علي الاثني عشر لاستكمال الهضم كيف يحدث هذا ومن يسيطر علي هذه الحركة المنتظمة جدًا، آية من الله. الاثني عشر: هنا آية أخري من معجزات الله في خلقه وهي ما يحدث في هذه المنطقة، الطعام تحول إلي ماء ثقيل وينزل إلي الاثني عشر وهناك تنفتح بقدرة الله بوابة اسمها «صمام أودي» وهو صمام مغلق لحين نزول الطعام يفتح ليصب علي الطعام انزيمات الهضم وعصارة الصفراء من المرارة التي تنقبض لهذا الغرض بالذات في هذا التوقيت بالذات لخلط الطعام بها للهضم الكامل وهناك قدرة أخري هي الاختيارية كل أنزيم يدخل يتجه بجذب كيميائي إلي المادة التي سوف يهضمها لا اختلاف أو تخبط إنما توجه مباشرة للمادة، البروتين له انزيم النشويات انزيم آخر وهكذا وكل يعرف طريقه يا الله!! ثم يتم الهضم وينزل الطعام بحركة دودية منظمة إلي الأمعاء الدقيقة للامتصاص. الأمعاء الدقيقة: عملية الامتصاص تتم هنا وهي أعجوبة أخري وآية أخري هذه العملية العجيبة من امتصاص المواد التي يحتاجها الجسم فقط والله يحدد لها احتياج الجسم والكمية وعندها يتوقف الامتصاص عن طريق الأغشية الأمعاء تبادلية خاصة دقيقة الصنع والعمل، ثم ينزل باقي الطعام للأمعاء الغليظة. الأمعاء الغليظة: وهنا يحدث العجب طعام سائل يتحول إلي خلاطة معينة باضافة مواد ومياه وتنظيم دقيق ليصل إلي قوام محدد خلال رحلة بالضغط الثعباني الدودي في اتجاه واحد ليصل إلي المستقيم وقد تكون البراز يتجمع هناك ثم يخرج من الشرج بعد فتح صمام الداخلي والخارجي ودفع المحتوي بقوة لتتم عملية التبرز واخراج الفضلات وقد استفاد الجسم بما يريد. إن هذه الرحلة التي قمنا بها مع مضغ الطعام تتم تباعًا لكل أكل نأكله بدون ملل أو مشاكل ياله من جهاز عجيب ما الذي يفتح البوابات بشكل معين؟؟ ما الذي يخلق الانزيمات؟ ما الذي يضيف ويمتص بحساب؟ ما الذي يكون البراز وقوامًا سميكًا بعد أن كان ماء؟ ما الذي يفرز إفرازات الجهاز الهضمي ويحرك عضلاته الدودية في اتجاه واحد محدد، تركيبة الأمعاء أغشية المعدة والأمعاء الحامض القاتل الذي يتحول لنعمة الهضم يا إلهي لابد أن يكون وراء ذلك قوي جبارة عالية جدًا لو تأملنا فيها لا يسعنا إلا أن نقول سبحان الله الخالق القادر.