«الإقبال على جمع العملات المصرية زاد جدا منذ صدور الموسوعة»، يتحدث المهندس مجدى حنفى، أشهر هواة جمع العملات عن استعداده لإصدار جزء جديد من موسوعة عملات مصر. أواخر الثمانينات، قرر مجدى أن يسجل ويوثق كل ما يقع تحت يده من معلومات عن العملات المصرية التاريخية والمعاصرة، «لأن المعلومات المتاحة للهواة عن تاريخ العملات المصرية كانت قليلة جدا، ومافيش غير المراجع الأجنبية،» التى كانت تفتقر فى كثير من الأحيان للدقة ولا تعط اهتماما كبيرا للعملات المصرية فى رأى مجدى. أكثر من 15 عاما قضاها، يبحث فى مجموعات العملات لدى أصدقائه، وفى المزادات المصرية والعالمية. كلما وجد عملة جديدة، سجل ما عليها من بيانات وتفاصيل دقيقة من لون العملة وحجمها وقيمتها وخامتها والكمية التى صدرت بها. «المعلومات دى ما كانتش متوافرة فى البنك المركزى نفسه»، يشير مجدى إلى أن العملات المصرية كانت تطبع فى مطبعة برودبرى بإنجلترا منذ عام 1899 وحتى إنشاء مطبعة البنك المركزى بالهرم عام 1967، «ومافيش أى أرشيف احتفظ بمعلومات عن الفترة دى». عام 2004، أصدر مجدى الجزء الأول من الموسوعة الأولى من نوعها وكان مخصصا للعملات الورقية بداية من فئة الربع جنيه وحتى فئة 100 جنيه، «العملة المصرية تصميمها شديد الروعة، لأنها بتتميز بالرسومات الفرعونية والإسلامية التى ليس لها مثيل فى العالم كله»، وهذا الولع بالرسوم الفرعونية قد دفع مجدى للتخصص فى جمع العملات المصرية فقط. ثم أصدر مجدى الجزء الثانى من الموسوعة عام 2005 عن العملات الورقية المساعدة من فئة الخمسة قروش والعشرة قروش. «الحكومة بدأت تصدر عملات من فئة صغيرة بشكل ورقى بدلا من معدنى أثناء الحرب العالمية الأولى بسبب ارتفاع سعر المعادن». فازت كتب مجدى بالعديد من الجوائز، أهمها جائزة الجمعية العالمية للبنكنوت بالولايات المتحدةالأمريكية، وجائزة نادى الأهرام للكتاب. أما الجزء الثالث الذى يستعد مجدى لإصداره فى الشهور القليلة المقبلة، فسيروى تاريخ العملات المعدنية منذ بداية عهد محمد على باشا وحتى الآن. بداية من 2005، اتجهت الحكومة المصرية إلى إلغاء العملات الورقية من الفئات الصغيرة واستبدالها بالعملات المعدنية. «كانت الحكومة تستورد الأقراص من كوريا، ثم تتولى صكها. ولكن فى 2007، أصبحت الحكومة تستورد العملة بالكامل من الخارج دون صك». يشيد مجدى بقرار إصدار الجنيه المصرى المعدنى، فهذه العملات كثيرة التداول تبلى سريعا فى نسختها الورقية. إلا أن له تحفظات كثيرة على العملات المعدنية. «وزن الجنيه المعدنى 8 جرامات ونصف الجرام، وهو وزن كبير للغاية دون سبب». يتمنى مجدى أن تتراجع وزارة المالية عن قرار استيراد العملة، والاتجاه لصكها محليا كما كان يحدث فى الماضى، مما سيفتح مجالا جديد لتشغيل الأيدى العاملة المصرية، ويوفر على الدولة ملايين الجنيهات. أما التحفظ الثانى لمجدى على الجنيه المعدنى الحديث فهو أن «من أول ما ابتدينا نستورده فى 2007، فهو يصنع فى أغلبه من الحديد، فيصدأ ويتلوث خلال أقل من سنة». العملة المعدنية لا يجب أن تصنع من مواد شديدة الرخص لأن ذلك سيغرى المزورين. «المفروض العملة المعدنية يبقى تكلفة صنعها أقرب لقيمتها الاسمية، وبالتالى يصبح تزويرها غير مربح»، لكن العملة الحديدية الحالية شديدة الرخص نتيجة لنسبة الحديد الكبيرة فيها. يخطط مجدى مع بعض هواة جمع العملات إلى تأسيس جمعية تضمهم وتتواصل مع المسئولين، علهم يوصلون لهم آراء محبى العملات فى التصميم والخامات.