انضم الرئيسان الأمريكيان السابقان جيمى كارتر وبيل كلينتون إلى الرئيس الحالى باراك أوباما فى تأييده لبناء المركز الإسلامى، الذى يضم مسجدا، على بعد أمتار من «جراوند زيرو» قرب هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك. فقد أعرب الرئيس كارتر عن أحقية المسلمين فى بناء هذا المركز وفقا للدستور الأمريكى، الذى يكفل حرية العقيدة والعبادة. وشدد الرئيس الأسبق فى برنامج لارى كينج على شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية على أن «المركز لا يشكل أى تدخل فى عقيدة الآخرين، بل سيمثل احتراما لمشاعر المسلمين». بدوره، شدد كلينتون على إيمانه العميق بحرية ممارسة العبادات والعقيدة. وقال خلال حوار مع موقع «يوتيوب» الإلكترونى الشهير إنه يتفهم أن الموقع المقترح لبناء المسجد قرب مكان هجمات 11 سبتمبر، هو الذى جعل الأمر معقدا.. غير أنه كان من بين ضحايا الهجمات مسلمون، وهذا المركز سيكون تخليدا لذكراهم أيضا. وأقر الرئيس السابق بأن الأمريكيين ما زالوا يشعرون بألم شديد لما حدث لبرجى التجارة العالمى، قبل أن يستدرك قائلا: «علينا أن نعرف أن القاعدة هى التى تشكل خطرا علينا، وليس المسلمون المعتدلون». فى السياق نفسه، رأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أمس أن هذا المشروع جعل مسلمى الولاياتالمتحدة يتخذون موقفا موحدا، لأنهم رأوا أن الأمر يتعلق بحقهم الدستورى فى بناء مكان للعبادة فى أى مكان ببلدهم. وقد أصبح هذا المركز الإسلامى المقترح ساحة للتنافس بين الجمهوريين والديمقراطيين قبيل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر المقبل. وقال المرشح الجمهورى كارل بالادينو إنه سيحاول الوقوف ضد المشروع بجميع السبل، فيما قال المرشح الديمقراطى النائب العام أندرو كيومو إنه سيدعم المشروع من خلال المساعدة فى جمع التبرعات. ومن المقرر أن يبدأ من اليوم «أسبوع الحوار الوطنى»، حيث تفتح المساجد خلاله أبوابها للجمهور من مختلف الديانات للاستماع إلى محاضرات حول الدين الإسلامى، بهدف «بناء جسور التفاهم التى تقوى وتوحد أبناء الوطن الواحد». فى غضون ذلك، أشار الكاتب إيريك شون، على موقع «فوكس نيوز» الأمريكى، إلى دعوة تبناها عامل بناء يدعى اندى سوليفان من خلال موقع الإلكترونى تحث عمال البناء على مقاطعة عملية بناء المركز الإسلامى المقترح. سوليفان كتب على موقعه الإلكترونى: «سأشعر بالألم، واليأس إذا تم بناء المسجد.. أجرينا استطلاعا سريعا بين عمال البناء، ووجدنا أن غالبية العمال ترفض العمل فى هذا الموقع، بينما تعود موافقة البعض على العمل إلى أن شركاتهم وقعت معهم تعاقدات على هذا، ولكن دون اقتناع كامل منهم بأهمية المبنى». فى شأن آخر متصل أيضا بحرية العقيدة والعبادة فى الولاياتالمتحدة، طالبت الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية ببناء كنيسة لها بدلا من كنيسة القديس نيقولا الأثرية، التى بنيت عام 1916، والتى تهدمت خلال هجمات سبتمبر، جراء وقوعها قرب برجى التجارة العالمى. وأشارت صحيفة «نيويورك ديلى نيوز» إلى أن هذه الكنيسة كانت دار العبادة الوحيد الذى تهدم فى الهجمات.