تحت عنوان "مثير للخلافات أم وسيط لحلها؟ وسائل الإعلام وحوار الثقافات" عقدت مؤسسة فريدريش نومان من أجل الحرية بالتعاون مع وكالة الأخبار الألمانية دويتشه فيلا حلقة نقاش مساء أمس الاثنين لمناقشة دور الإعلام في تقريب الثقافات والحضارات ومعرفة الآخر. حضر الحلقة شخصيات إعلامية بارزة أجنبية ومصرية، وهم الأستاذ اريك بيترمان المدير العام ل دويتشه فيلا، والأستاذ يوسف القعيد الروائي والكاتب الصحفي، والدكتورة هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة الديمقراطية، والأستاذ حسين عبد الغني الخبير الإعلامي. تناولت الحلقة النقاشية 3 محاور وهي دور الإعلام في دعم حوار الحضارات، وهل ما يقوم به إيجابي أم سلبي ومن المسئول عن الأجندة الإعلامية التي تبث من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة. بدء، قال يوسف القعيد "إن هناك فجوة في الحوار لافتقاد العرب الندية ولأن الغرب يريد أن نكون دائما ال "مفعول به" لا "الفاعل" وأن نستقبل فقط ولا نورد شيئا. ثم تساءل القعيد: كيف أعيش على المعونة الأمريكية وأرفض الرسالة التي يبثها لي، موضحا أن الشعوب التي فقدت الأمل في حياة كريمة وإيجاد حلول لمشاكلها وجدت السماء هي الحل لذلك أصبح الدين مسألة حساسة لأنها تمس أعز وآخر ما يملكه. وأضاف القعيد أن معظم العاملين في المؤسسات الإعلامية العربية والإسلامية لا رأي لهم، موضحا أن الرأي يكون للحكومات أو ملاك هذه الوسائل. من جانبها أكدت هالة مصطفى أن الرأي العام العربي والإسلامي دائما رد فعله عنيف تجاه كل ما يأتيه من الغرب، موضحة أن الفجوة بين الشرق والغرب سببها الاختلاف على مفهوم الحرية، مشيرة إلي أن العالم العربي والإسلامي به قيم نبيلة كثيرة إلا أن مفهوم الحرية ليس من ضمنها، وقالت "إن الغرب يستبيح نقد المسيحية واليهودية لذلك وجد أن نقد الإسلام ليس بمشكلة وهو ما تمثل في الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية إلا أن الإعلام العربي هو من قام بتضخيمها وتحويلها إلى قضية". وتابعت "كيف لصور كاريكاتيرية أن تثير كل هذه الجلبة ونطالب الإعلام وحده بسد الفجوة بين الغرب والشرق وهما مازالا مختلفان، ويخلط العرب بين ما هو ثقافي وما هو سياسي حيث ينظر للغرب كمحتل استعماري متأثرا بتاريخه الماضي". وقالت هالة "العالم العربي ليس مشاركا بشكل أصيل في الحضارة الحالية رغم ما قدمه في الماضي إلا أنه الآن على الهامش، وذلك لأن الهوية العربية تلخصت في الدين". وتابعت "أن أزمة الهوية العربية تجعل من عمليات السلام صعبة لأنه ضد الآخر من الأساس فكيف يتعاون معه لتحقيق سلام"، مضيفة أن الإعلام العربي كله موجه من قبل الحكومات وما حدث هو أن زادت الوسائل ومازالت المادة كما هي. من جانبه أكد إيريك بيترمان أن وسائل الإعلام حاليا تدعم وتهتم ببناء جسور الحوار، موضحا أن تلك الجسور أصبح بنائها أسهل نتيجة رجع صدى الرسالة الإعلامية السريع وذلك لأنه فيما مضى كان يكتب مقالة وينتظر ردود القراء في رسائل تصل عبر البريد وهي عملية تستغرق أسابيع أما الآن فالرد يصل في أقل من 10 دقائق بسبب التقنيات الحديثة من أقمار صناعية وانترنت وغيرها. وأضاف إيريك أن أكثر مخاطر تأثير العولمة كان على الإعلام لأنه في أقل من 10 دقائق قد تشتعل قضايا رأي عام مثيرة وتكون موجهة من قبل أشخاص لهم أغراض خفية وتكمن الخطورة في العجز وعدم الوقوف علي من كان خلف الرسالة، مشيرا إلي أن أكثر المخاطر تتجلي في العالم العربي والإسلامي.