كشفت مجلة فورين بوليسى الأمريكية عن أن برنامج «هايستاك» الإلكترونى الذى دعمته الحكومة الأمريكية، ليسمح للمعارضين الإيرانيين باستخدام الإنترنت دون أن تتمكن الحكومة الإيرانية من تتبعهم، ليس آمنا أو فعالا بالدرجة التى كان يعتقدها الكثيرون. وهو ما صدق عليه المحلل السياسى الإيرانى حسن هانى زادة فى تصريح ل«الشروق» بقوله إن طهران حشدت كبار خبرائها فى مجال تكنولوجيا الإنترنت للانتصار فى هذه الحرب «الناعمة»، حتى صارت المعارضة «معزولة». إحدى مشكلات «هايستاك» هو أنه لا يمكن تحميله من أى موقع على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، إذ لا يمكن الحصول عليه إلا من مخترعه نفسه، وهو أستون هيب، الذى أرجع السبب فى تصريح للمجلة إلى أنه يخشى من تسرب «شفرة برنامجه»، وبالتالى بيعه بأسعار أرخص، وتعريضه لخسائر كبيرة. وبحسب تقرير على موقع «فورين بوليسى» قبل أيام، فإن ما كشف مشكلات «هايستاك»، هو أن مجموعة من نشطاء المعارضة الإيرانية حاولوا استخدامه داخل الجمهورية الإسلامية، لكنه عجز عن اختراق حواجز الأمن الإلكترونى الحكومية، ليتراجع عدد مستخدميه من خمسة آلاف فى مارس 2010، إلى ما دون العشرات الآن. وآثرت المجلة عدم توضيح بقية عيوب البرنامج، بدعوى حرصها على «أمن نشطاء المعارضة الإيرانية». هيب، الذى فاز هذا العام بلقب مخترع العام الذى تمنحه صحيفة الجارديان البريطانية، قال إنه فكر فى برنامجه عام 2009 أثناء احتجاجات المعارضة الإيرانية، ليسمح لنشطاء المعارضة باستخدام الإنترنت دون أن تتعقبهم السلطات، وصرح لهيئة الإذاعة البريطانية (بى. بى. سى) آنذاك بأن برنامجه «آمن تماما». وكان قد تم إعلان فوز الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد بولاية ثانية عبر انتخابات يونيو 2009، ما ترفض المعارضة الاعتراف به، متحدثة عن تزوير لصالح أحمدى نجاد المدعوم من المرشد الأعلى. وفى مارس الماضى، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما منحت ترخيصا لشركة برمجيات أنتجت برامج حاسوبية «تسمح بانتقال المعلومات من وإلى إيران». ووفقا للمحل السياسى الإيرانى، فإن الحكومة الإيرانية قررت بعد الانتخابات الرئاسية التصدى لهذه «الحرب الإلكترونية التى انتهجت المعارضة أساليبها لمواجهة النظام الحاكم، فبعدما فشلت محاولات الولاياتالمتحدة والمعارضة للإطاحة بالنظام، لملمت حكومة الرئيس أحمدى نجاد جراحها، وتأهبت للانتصار فى هذه الحرب الناعمة». وكان عدد من نشطاء المعارضة قد تمكنوا بالفعل من استخدام برنامج «هيستاك»، ما سمح لهم بتلقى الأخبار من مصادرها الغربية، مثل هيئة الإذاعة البريطانية وشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية، وغيرها.كذلك حاز موقع «تويتر» الاجتماعى شهرة واسعة، عقب استخدام المعارضة له، أثناء مصادماتهم مع قوات الأمن الإيرانية، والتى سقط فيها عشرات القتلى والجرحى، فضلا عن اعتقال الكثيرين، وسط تقارير عن تعرض بعضهم للتعذيب. فى المقابل، شددت الحكومة الإيرانية إجراءات الأمن الإلكترونى ضد عدد من المواقع الإخبارية الغربية، ومواقع التواصل الاجتماعى، مثل «تويتر»، «فيس بوك». وختم زادة بالقول إن الحكومة «طورت آلياتها، واستعانت بكبار المتخصصين فى مجال تكنولوجيا الإنترنت، لإفشال المحاولات الغربية، خاصة الأمريكية، الهادفة لاستنهاض الشعب الإيرانى ضد النظام عبر شبكة المعلومات الدولية».