تخيم الترسانة النووية الإسرائيلية بشدة على الدورة ال54 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التى تنطلق فى العاصمة النمساوية فيينا اليوم الاثنين، حيث تقدم المجموعة العربية للمؤتمر مشروع قرار بعنوان «القدرات النووية الإسرائيلية». وحثت المجموعة العربية فى بيان لها الدول الاعضاء فى الوكالة على التصويت لصالح المشروع، بما ينسجم مع تحقيق عالمية معاهدة الحد من الانتشار النووى، وبلوغ هدف إخلاء الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل، حفاظا على الاستقرار والسلم والأمن بالمنطقة. وردا على دعوة الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين الدول العربية إلى سحب مشروع القرار للحيلولة دون عرقلة مفاوضات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، «رفض» مدير إدارة نزع السلاح فى الجامعة العربية، ورئيس وفدها إلى المؤتمر، السفير وائل الأسد: «الربط بين عملية السلام والموضوعات المطروحة على مؤتمر الوكالة لما لها من أهمية تخص الأمن الدولى والإقليمى». وشدد الأسد فى تصريحات ل«الشروق» على أنه «مهما يكن التقدم فى مفاوضات السلام لن نتراجع عن موقفنا، والمكسب الذى حصلنا عليه فى مؤتمر العام الماضى» حين تم إقرار مشروع قرار عربى مماثل يدعو إسرائيل للانضمام إلى معاهدة الحد من الانتشار النووى. ومضى قائلا قبيل توجهه الى فيينا إن «الولاياتالمتحدة والدول الغربية تحاول تخويف الدول العربية بأن كشف القدرات النووية الإسرائيلية سيؤثر على أجواء عملية السلام.. هذا الكلام سمعناه من قبل عام 1991، وبالفعل سحبنا مشروع قرار، لكن لم تنجح المفاوضات وأخفقنا لأكثر من 15 عاما فى طرح الموضوع على الوكالة». ورأى أنه «فى حال تمرير مشروع القرار العربى فسيعد ذلك انتصارا دبلوماسيا، أما إذا فشلنا فلا أضرار علينا». وكان المؤتمر العام للوكالة فى دورته السابقة قد اعتمد قرارا هو الأول منذ نحو عشرين عاما يطالب إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة الحد من الانتشار النووى، واخضاع منشآتها لرقابة مفتشى الوكالة. وبالنسبة للملف النووى الإيرانى، قال الأسد ان «الموقف العربى واضح ويستند على حق ايران فى الاستخدام السلمى للطاقة.. المخاوف من تطويرها لسلاح نووى مجرد كلام حتى الآن لا يستند لوقائع كتلك المتوافرة بالنسبة لإسرائيل التى تهدد المنطقة بقوتها النووية». وخلال الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر أعربت المجموعة العربية فى الوكالة عن استيائها من تجاهل المدير العام للوكالة يوكيا أمانو فى تقريره الأخير رفض اسرائيل المتكرر للانضمام لمعاهدة الحد من الانتشار النووى، واخضاع منشآتها النووية لرقابة مفتشى الوكالة. وفى اليوم الأخير لهذه الاجتماعات، انضم الاتحاد الأوروبى إلى الولاياتالمتحدة فى التحذير من أن تسليط الضوء على إسرائيل من شأنه إعاقة المؤتمر المزمع عقده عام 2012 بشأن جعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل.