كشف شادى طارق الغزالى حرب، المدرس المساعد بجامعة القاهرة القيادى فى الحملة الشعبية لدعم ترشيح محمد البرادعى لرئاسة الجمهورية، تفاصيل 35 ساعة قضاها فى مباحث أمن الدولة تم التحقيق معها خلالها عن تحركات البرادعى ومصادر تمويله ومن سيقودون التظاهرات فى الشارع. قال شادى ل«الشروق» إن ضابطين من المباحث حققا معه مرات عديدة وهو معصوب العينين والقيود الحديدة فى يديه، وقالا له إن المباحث اضطرت لاعتقاله لعدم وجود معلومات لديها عن جميع تحركات البرادعى ونشاطه وخططه للتحرك فى المستقبل خاصة عبارته «سأنزل الشارع مرة واحدة». وأضاف أنه فى نهاية التحقيق أبلغه الضابطان أن المباحث ستسمح للبرادعى ومناصريه بالعمل طالما أن نشاطهم لن يؤثر على استقرار البلاد أو أمنها القومى، وأن المباحث تلقى القبض على مناصرى البرادعى بدلا من إرسال استدعائهم من منازلهم أسوة بأسلوب معاملتها لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين نظرا لأن المباحث ليس لديها خبرة كافية فى التعامل مع أنصار البرادعى بعد، وهل سيرفضون طلب الاستدعاء ويهربون من منازلهم أم لا. ولفت إلى أنه أمد المباحث بكل ما يعرف من معلومات، ولم يعتبر نفسه بذلك مرشدا للأمن، لأنه يعمل فى النور والعلن، وكل تحركات البرادعى وأنصاره علنية ومعروفة للجميع، ولا يوجد ما يشين حتى يتم التستر عليه. وأكد أنه يثق فى أن الجهة التى اعتقلته هى مباحث أمن الدولة لأنه عندما سأل المحقق عن الجهة المحتجز بها رفض الإجابة لكنه قال له: «لسنا أمن الدولة الخاصة بالمظاهرات»، وبعد عودته للزنزانة كان حراسه يتحدثون فيما بينهم عن حركة تنقلات وترقيات الشرطة بما يقطع بأنه كان محتجزا لدى وزارة الداخلية وتحديدا مباحث أمن الدولة. ولفت إلى أنه فور دخوله مقر المباحث تم تعصيب عينيه، ووضع الحراس القيود الحديدية فى يديه، وجردوه من كامل ملابسه، وأجرى له أحد الأطباء كشفا طبيا عليه، وسأله عن الأمراض التى يعانيها والأدوية التى يتناولها، وأحضرها له، وقبل الإفراج عنه تم تجريده مرة أخرى من ملابسه، وأجرى عليه كشفًا طبيًا آخر، وفهم من ذلك أنه سيتم كتابة تقرير عن حالته الصحية وقت تسليمه للضباط، وكذا حالته بعد انتهاء احتجازه لهم، وليس بهدف إهانته. وأضاف أن بداية اعتقاله بدأت من مطار القاهرة حيث كان متوجها للعاصمة الأيرلندية دبلن لأداء امتحان فى إحدى الجامعات هناك، حيث اصطحبه أحد الأفراد ممن يرتدون زيا مدنيا ثم سلمه لآخرين عصبوا عينيه، ثم وضعوه فى سيارة ميكروباص، واصطحبوه إلى مكان يبعد عن المطار 20 دقيقة سيرا بالسيارة، ولدى وصوله تم وضع القيود الحديدية فى يديه، وإلقاؤه فى زنزانة ضيقة جدا مساحتها متر فى مترين، بها حمام بلدى من داخلها، وحصير على الأرض للنوم عليه، وأصدر له الجنود تعليمات بألا يحرك العصابة من على عينيه، وبعد تسليمه ساندوتشين فول وجبنة، بدأت التحقيقات معه بواسطة ضابطين. سألته المباحث عن بداية علاقته بالبرادعى، فقال إنه شارك فى تنظيم استقبال البرادعى فى مطار القاهرة، نظرا لكراهيته الشديدة لجمال مبارك، ثم دارت الأسئلة عن كيفية تمكن البرادعى من تنظيم حشد جماهيرى له، وتوزيع ملصقات له فى مباراة بين المنتخبين المصرى والإنجليزى فى لندن، فأوضح أنه هو المسئول عن توزيع الملصقات على الحضور، وكان عددها 500 ملصق، كما أن من حضروا لقاء البرادعى بعد ذلك كان نحو 300 من مناصريه، ولا يستطيع حصر عدد مناصريه بالضبط. وواصل: سألتنى المباحث عن أسماء قيادات حملة البرادعى فى لندن، فرفضت فى البداية، فأخذ أحد الضابطين يطرح بعض الأسماء، فلما تبين لى أنه يعرف بعض المعلومات عنهم، قلت له ما أعرفه عنهم وأسماءهم الثلاثية، وأبرزهم الناشط عمرو غريبة. ثم سألت المباحث عن مصادر تمويل حملة البرادعى، فقال من التبرعات، حيث إنه تبرع لطبع الملصقات على نفقته الخاصة، والتبرعات تتم بصورة غير منتظمة وفقا للأحداث، كما سألته المباحث عن وجود تنظيمات سرية للبرادعى، فأجاب بأنه شخصيا لا يعرف ما إذا كانت هناك تنظيمات من عدمه. ثم انتقلت أسئلة التحقيق إلى حجم الدعم الشعبى للبرادعى، وسأله الضابط عما يقصده البرادعى عندما صرح للصحف بأنه سينزل للشارع مرة واحدة وستكون آخر مرة، فقال إن البرادعى قصد أنه عندما يصل حجم المؤيدين له إلى مليون موقع على بيان التغيير، ساعتها سيقود مظاهرة ضخمة، وحاليا وصل عدد الموقعين 500 ألف موقع، وهنا سأله الضابط: هل الموقعون على بيان التغيير سيستجيبون للبرادعى، فأجاب شادى بأنه بعضهم سيستجيب والبعض سيتقاعس. وعندما سأله الضابط عن سبب كراهيته لجمال مبارك، فرد بأنه استطاع الوصول لمنصب سياسى فى الحزب الوطنى بفضل التصاقه بوالده، ومنذ عام 2002 وهو يلعب أدوارا فى الدولة، ورغم ذلك تدهورت الأمور على جميع المستويات. ثم تطرقت الأسئلة إلى الخلافات بين البرادعى وأنصاره، فقال إن كثرة سفر البرادعى وغموضه وانفراده باتخاذ القرارات وانعزاله عن الشباب أهم الأمور التى تثير خلافات بينه وبين أنصاره، ولم يستطع حل هذه المشكلات. وفى نهاية التحقيق مع شادى أبدى أحد الضابطين أسفه على احتجازه وكلبشته وتعصيبه عينيه طوال هذه الفترة، قائلا له: «هذه التعليمات ولابد أن ننفذها»، ثم أعاده لزنزانته، وتم توقيع كشف طبى عليه، ثم وضعوه فى ميكروباص، وتركوه أمام المطار، وسلموه كل متعلقاته، لكنه وجد حاسبه المحمول لا يعمل.