فى الوقت الذى تتعرض فيه متاحفنا إلى الإهمال والنهب، تتمتع آثارنا فى الخارج برعاية وعناية فائقة. ففى المتحف البريطانى فى لندن الذى يضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية بعد المجموعة التى توجد فى المتحف المصرى بالقاهرة وتلقى إقبالا منقطع النظير من مرتادى المتحف تجعل الزائر المصرى يزهو بمصريته فى لندن. وأهمية الآثار المصرية التى توجد فى المتحف البريطانى أنها مجموعة متنوعة وفى حالة جيدة ومن مختلف العصور بدءا من العصر الحجرى وما قبل الأسرات إلى الحضارة القبطية أى فترة تمتد إلى 11 ألف سنة، وتوضح المجموعة الأثرية التى يمتلكها المتحف البريطانى بلندن مدى الاحترام والتقدير الذى تحظى به حضارة وادى النيل من العالم. وفد تكون قسم الآثار المصرية فى المتحف البريطانى منذ نشأة المتحف عام 1753 عندما أهدى السير هانز سلون الذى أهدى المتحف 160 قطعة عند افتتاحه، وكان من بين القطع المهداة حجر رشيد. وال160 قطعة كان الجيش البريطانى قد جمعها بعد هزيمته للقوات الفرنسية عام 1801. ثم عينت السلطات البريطانية القنصل هنرى سالت فى مصر والذى قام بجمع مجموعة ضخمة من الآثار المصرية، معظمها اشتراها من متحف اللوفر. ووصل مجموع الآثار المصرية فى المتحف البريطانى نحو عشرة آلاف قطعة. ووصلت إلى 57 ألف قطعة بحلول عام 1942 بعد اشتراك بعثات بريطانية فى التنقيب عن الآثار فى مصر. وظلت البعثات المصرية تحصل على جزء من الآثار المكتشفة الى أن تغيرت قوانين حماية الآثار فى القرن العشرين. ويصل الآن حجم الآثار المصرية الموجودة فى المتحف البريطانى إلى أكثر من مائة الف قطعة. وفى عام 2001 أهدى عالم الآثار فريد ويندروف مجموعة كبيرة من الآثار المصرية والسودانية حصل عليها خلال عمله فى مجال التنقيب عن الآثار فى الفترة ما بين 1963 1997. ويضم المتحف الآن سبعة معارض دائمة للآثار المصرية، يتم فيها عرض 4 % فحسب من الآثار المصرية التى يمتلكها المتحف، ويعرض فى الطابق الثانى من المتحف 140مومياء.