فى قراءة لما وراء أضخم صفقة تسلح فى تاريخ الولاياتالمتحدة، وهى لصالح السعودية بقيمة ستين مليار دولار، رأت صحيفة ديلى تليجراف البريطانية أن هذه الصفقة تصب فى صالح حزب الرئيس الأمريكى الديمقراطى باراك أوباما قبل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر المقبل.فعلى موقعها الإلكترونى ذكرت الصحيفة أمس أن هذه الصفقة تعد «انقلابا» لصالح إدارة أوباما، الذى يواجه ضغوطا شديدة بسبب ارتفاع نسبة البطالة، وذلك لكون تلك الصفقة ستفيد الصناعات الدفاعية الأمريكية فى 44 ولاية. ومن بين هذه الولايات، أريزونا، حيث يوجد مصانع لتصنيع طائرات الأباتشى، وولايتا كونيتيكت وماساتشوستس اللتين تصنعان مروحيات البلاك هوك. فمن المنتظر أن تسهم الصفقة فى حماية 77 ألف وظيفة، فضلا عن فوائدها السياسية، خاصة تقوية حلفاء واشنطن فى الشرق الأوسط فى مواجهة إيران. ورجح أكثر من استطلاع للرأى إمكانية انتزاع الحزب الجمهورى السيطرة على الكونجرس من الديمقراطيين. وستبلغ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الكونجرس بالصفقة الأسبوع المقبل، حيث يمكن للنواب إجراء تعديلات عليها، بل يمكن رفضها تماما لو بدا أن إسرائيل يمكن أن تشعر بعدم الأمان بسببها.إلا أن الصحيفة استبعدت إلغاء الصفقة، خاصة أن واشنطن لم تضمنها نظام الصواريخ طويلة المدى الذى يحمل على طائرات «إف 15»، وإن كانت ستقدم مقاتلات «إف 35» الأكثر تطورا بكثير. ووفقا لديلى تليجراف فإن صفقة السعودية، التى تأتى بعد صفقة أسلحة أمريكية ايضا للإمارات، ربما تسهم فى تسريع سباق التسلح فى منطقة الخليج، جراء تمسك إيران ببرنامجها النووى، رغم اتهامات الغرب لها بالسعى إلى إنتاج أسلحة نووية. وتصر طهران على أن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، ومن بينها إنتاج الطاقة الكهربائية، وتتهم تل أبيب بالتحريض على البرنامج النووى الإيرانى لصرف الأنظار عن ترسانة إسرائيل النووية الضخمة غير الخاضعة للرقابة الدولية، لكونها ترفض التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووى.