عدنا بعد فاصل ثلاثة أيام، يقال عنه إجازة. وأعرف بعض الناس مازالوا يقضون عطلة العيد التى بدأوها قبل أن يبدأ العيد بأسبوع.. فإجازاتنا كثيرة وطويلة وعميقة، والأخيرة أعنى بها أنك تبحث عن طبيب أو مهندس أو ميكانيكى أو أسطى فلا يمكن أن تجده. المهم أن الفاصل كان للراحة.. لكننا لم نسترح من كرة القدم ومبارياتها، فالأهلى هزم هارتلاند فى ساعة ثم لجأ للارتجال فى نصف الساعة الأخير.. وهو مرشح لمواجهة مازيمبى فى نصف النهائى، وقد يعود للشبيبة الجزائرى فى النهائى.. لتكتمل دراما كرة القدم.. والواقع أنى أفضل مازيمبى مهما كان قويا وبطلا عن فريق الترجى.. فالفرق الأفريقية السمراء مازالت تحتفظ ببعض البراءة والفطرة التكتيكية، وأحيانا تكون لمسة لاعبيها الأخيرة غير دقيقة وغير مؤثرة، وفى أحيان أخرى تسيطر القوة على الذكاء الفنى للاعب فيتسم الأداء بالعشوائية، التى وصفتها وزيرة خارجية أمريكا السمراء كوندوليزا رايس بالفوضى الخلاقة.. كما أن القارة فرغت من مواهبها، وتلعب فرقها كثيرا بفردية. بينما يحتفظ الشمال الأفريقى بتكتيكاته المنظمة، ويعوض نقص مواهبه بالأداء الجماعى والدفاعى خارج أرضه. هذا عن الأهلى، أما الإسماعيلى الذى لعب مباراة قوية وساحرة فى الجزائر فقد خسر لأنه أهدر كل فرص الفوز التى لاحت للاعبيه.. ونحن بتلك المباراة أمام قضية كروية أزلية، أيهما يسبق الآخر.. الأداء الممتع أم الثلاث نقاط.. حجة البليد هى: «المهم النقاط الثلاث قبل الأداء».. وأتحدى أن تجدوا حضراتكم مدربا فى تاريخنا لا ينشر تلك الجملة كلما وجه إليه النقد.. فهم جاهزون دائما بأنصاف وألوان لا تحصى من المبررات.. ثم لماذا لم يلعب الإسماعيلى مبارياته السابقة فى البطولة الأفريقية كما لعب الأخيرة أمام الشبيبة؟ هل هو المعدن المصرى التحفة الذى يظهر وقت الشدة.. ألم تكن المباراة الأولى فى الإسماعيلية مع الشبيبة شدة هى أيضا.. لماذا ننتظر المعدن والقطار يغادر المحطة؟! نتوقف عند الزمالك الذى فقد النقطة السابعة أمام الجونة، فى مباراة لعبها الفريقان بعشوائية فى الهجوم من جانب الزمالك وعشوائية فى الدفاع من جانب الجونة حتى إن عبدالمنصف استحق لقب نجم المباراة الأول والأخير.. وباستثناء ثلاث فرص حقيقية ومدروسة فى الشوط الأول للزمالك كان اللعب فى الشوط الثانى بكرات طويلة من الحضرى إلى عبدالمنصف لعل يلتقطها عمرو زكى أو أبوكونيه الذى لعب فى الشوط الثانى مع المحمدى.. ثم إن الزمالك لعب بخمسة تغييرات دفعة واحدة بعد ظهور الوجوه الخمسة بصورة جيدة فى المباريات الودية حسب تصريحات مدير الكرة إبراهيم حسن.. فهل المباريات الودية جدا تصلح مقياسا..؟ أرد على السؤال بتصريح حسام حسن المدير الفنى بعد المباراة «ربنا يهدى اللاعبين».. اللهم اهدى الجميع.. آمين.. هذا الدعاء من عندى؟!