قررت محكمة جنح مستأنف الجمالية ومنشأة ناصر مد أجل النطق بالحكم إلى جلسة الثلاثاء المقبل، في الاستئناف المقدم من محمود ياسين، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، وسبعة مسؤولين آخرين من المحافظة وحي منشأة ناصر، على حكم محكمة أول درجة بمعاقبتهم، بالحبس من 3 إلى 5 سنوات، إثر إدانتهم بتهمة القتل الخطأ ل119 شخصا، والإصابة الخطأ ل55 آخرين في حادث الانهيار الصخري الذي شهدته منطقة الدويقة. وكانت النيابة العامة قد أحالت المسؤولين الثمانية للمحاكمة العاجلة، بعد أن أكدت التحقيقات وجود تقصير متتابع من المسؤولين بحي منشأة ناصر، حيث كانوا على علم بالتقارير الفنية الرسمية التي أوصت بإزالة جميع المساكن الموجودة على حافة الهضبة العليا بالدويقة، وإنشاء سور على مسافة 15 مترا من الحافة لكونها أحد مصادر مياه الصرف الصحي التي أدت للانهيار. وقالت النيابة إنه ثبت لديها من تقرير لجنة الخبراء التي أمرت بتشكيلها، أن الانهيار يرجع إلى الطبيعة الجيولوجية لمكان الواقعة التي ينتشر بها العديد من الفواصل والكسور والصدوع الأرضية القديمة، وزيادة الكثافة السكانية العشوائية المقامة أعلى الهضبة وعلى حوافها، وعدم وجود شبكة للصرف الصحي، مما أدى إلى تسرب مياه الصرف إليها وانتفاخ "الطفلة" ثم انهيارها. وأظهرت تحقيقات النيابة أنه كان يتعين على المسؤولين بالحي ونائب المحافظ للمنطقة الغربية عمل حصر على الطبيعة للمساكن المطلوب إزالتها وعدد سكانها، وإخطارهم بالإخلاء عن طريق الشرطة ومتابعة التنفيذ، والإخلاء بالقوة الجبرية بالاستعانة بالشرطة في حالة تقاعس السكان عن التنفيذ، وتسكينهم في المساكن البديلة. وأشارت إلى توافر أركان جريمة القتل والإصابة الخطأ في حق المتهمين جميعا كل فيما يخصه، إذ أخلوا بواجباتهم والتزاماتهم وبما تفرضه عليهم أصول وظائفهم، ولم يراعوا القوانين والقرارات واللوائح والأنظمة على نحو ساهم في إحداث وفاة بعض أهالي منطقة الدويقة وإصابة عدد آخر، وذلك بالإهمال في عدم اتخاذ الإجراءات التي أوصت بها تقارير هيئة المساحة الجيولوجية. وكانت منطقة الدويقة العشوائية قد تعرضت لحادث مروع بداية سبتمبر 2008 نتيجة تسرب مياه الصرف من المساكن العشوائية، تسبب في وفاة 119 شخصا وإصابة 55 آخرين، حيث فوجئ سكان المنطقة بانهيار كتل صخرية من جبل "بخيت" الملاصق لمساكنهم العشوائية، مما أدى إلى تسوية تلك المساكن بالأرض واندثارها تماما أسفل تلك الصخور ووفاة وإصابة المئات من المواطنين ونقل سكان المنطقة إلى مناطق أخرى حرصا على سلامة المواطنين.