على استحياء شديد ذكرت الصحف الحكومية اسم جمال مبارك فى تغطيتها لصلاة العيد بمطروح.. فيما تعاملت الصحف ذاتها مع الصور على اعتبار أنه لا يجوز نشر صور ابن الرئيس فى العيد، ولو دققت فى كمية الصور الهائلة التى نشرت لزيارة الرئيس مبارك وقيادات الدولة لمطروح ستلاحظ أن المونتاج تدخل لحذف جمال مبارك من كل الصور المنشورة. قد يصلح ما سبق دليلا لأصحاب نظرية «صراع فى القصر» على أساس أنه إذا ظهر الرئيس بطل الوريث، لكن أشياء جرت فى مطروح أثناء الزيارة لها دلالات لا تخطئها العين ولا تفوت على كل من كان فى رأسه عقل، أهمها أن أكراد جمال مبارك كانوا هناك، بل ونشطوا فى تعليق لافتاتهم وتوزيع ملصقاتهم الداعية للتوريث بكل حرية ووسط تسهيلات أمنية سخية للغاية، خصوصا لو علمنا أن أجهزة الأمن بمختلف أنواعها وتسمياتها كانت قد فرضت سيطرتها على كل شاردة وواردة فى المدينة الساحلية الصغيرة، بحيث لم يكن هناك طائر يحلق فى السماء ولا دابة تمشى على الأرض إلا ولدى الأجهزة علم بتحركاتها وفقا للتغطية الأكثر تميزا للزميل أحمد سباق محرر «الشروق» فى مطروح. وبالتالى يمكنك أن تقول إن الدعاية لترشيح جمال مبارك رئيسا تمت فى حضور الرئيس وبوعى كامل ومعلومية تامة بأن ذلك سيحدث خلال الزيارة. أما مسألة إخفاء الصور والتعامل معه على أنه الحاضر الغائب أو اللهو الخفى فتلك مسألة أخرى وربما كان المقصود منها عدم استفزاز مشاعر الجماهير، خاصة أن مرافقة جمال لوالده فى رحلة واشنطن الأخيرة أثارت جدلا وانتقادات شديدة وعلامات استفهام جعلت متحدثا رسميا يعزوها إلى مبدأ «وبالوالدين إحسانا» وعلى ذكر اللافتات والكرم الأمنى الحاتمى مع حملات تأييد جمال مبارك لابد أنك الآن مندهش مما جرى فى الإسكندرية من تعامل أمنى راق وعذب وصاف وشفاف ورومانسى مع شباب التغيير الذين رفضوا تعليق ملصقات جمال فى بير مسعود بالإسكندرية فكان نصيبهم طريحة محترمة من الضرب والسحل فى الشارع على يد القوات المحمولة على ظهور الميكروباص. ولابد أيضا، بل يجب عليك أن تسأل عن مصير الشاب عمرو صلاح مسئول ملف المصريين بالخارج فى حملة البرادعى من منزله بالدقى فجرا واقتياده بواسطة رجال أمن فى زى مدنى إلى مكان غير معلوم، كنوع من إضفاء البهجة والسعادة على أسرته بمناسبة العيد السعيد. أظن أن المسرح يهيأ الآن لعروض أمنية شديدة العذوبة والوداعة فى التعامل مع النشطاء والمعارضين.