عينت الحكومة الجزائرية مستشارا ماليا محليا لتقييم شركة جيزى التابعة لشركة أوراسكوم المصرية هناك، تمهيدا لتقديم عرض شراء لها، وذلك وفقا لما ذكرته جريدة النهار الجزائرية نقلا عن وزير المالية الجزائرى. وقالت الجريدة: إن وزير المالية اجتمع مع مكتب استشارات مالية محلى، يتعاون مع 3 مكاتب أخرى عالمية تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها، وذلك للبدء فى تقييم جيزى لشراء 100% منها أو على الأقل نسبة 49% من أسهمها، وانه من المتوقع أن تنتهى عملية التقييم خلال ثمانية أشهر أو قبل شهر مايو المقبل. ولم يتسن للجريدة، حتى مثولها للطبع، الوصول إلى مسئول فى شركة أوراسكوم للتعليق على الخبر. وكان نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم، قد أرسل خطابا إلى رئيس الوزراء الجزائرى، فى أواخر الشهر الماضى، يطالبه فيه بسرعة تحديد موعد للتفاوض بشأن بيع جيزى إلى الحكومة، أو أن تسهل السلطات للشركة عملها هناك، وفقا لما ذكره خالد بشارة الرئيس التنفيذى لأوراسكوم بعد اجتماع عقده مع مستثمرين عبر الهاتف قبل 10 أيام. وقال بشارة فى نفس الوقت فى لقاء معه فى قناة العربية إن رد الحكومة الجزائرية سيتأخر بسبب شهر رمضان، مشيرا إلى أن الشركة كانت قد تلقت ردا مبدئيا من السلطات الجزائرية يفيد بأنها ستقوم بتكوين فريق يتفاوض مع مسئولى جيزى حول عملية شرائها. واستبعد بنك الاستثمار بلتون أن يتم تقييم سهم جيزى على أساس قيمته السوقية، وهذا يتماشى مع ما أشارت له الحكومة الجزائرية الشهر الماضى والخاص بأن القيمة المتوقعة ليست القيمة السوقية، وأضافت فى بيان «أنه عندما تباع أسهم فى الشركات للدولة فلن تكون بالقيمة السوقية». لذلك توقع بنك الاستثمار أن يكون تقييم شركة جيزى بعيدا وأقل من العرض الذى كانت شركة إم تى إن الجنوب أفريقية تقدمت للشراء به وكان نحو 7.8 مليار دولار. وكان بشارة قد صرح فى حواره مع المستثمرين، بأن السعر الذى كانت مجموعة إم.تى.إن عرضته لشراء جيزى، سيكون الأساس الذى ستنطلق منه المفاوضات مع الحكومة، «ولكننا لا يمكننا التنبؤ بالقيمة التى ستراها الحكومة مناسبة»، بحسب تعبيره. وكانت الحكومة الجزائرية قد منعت أوراسكوم تيليكوم من بيع جيزى إلى شركة إم تى إن الجنوب أفريقية قبل عدة أشهر مستخدمة قانون حق الشفعة الذى يمنح الحكومة الجزائرية الحق فى شراء الشركة دون غيرها. وتواجه الشركة مشاكل عديدة فى الجزائر بدأت باختلافها مع مصلحة ضرائب الشركات على تقييم قيمة الضرائب عليها عن 3 سنوات والتى وصلت إلى نحو 597 مليون دولار، وبناء عليه منعت الجزائر تحويل أرباح جيزى قبل أن تدفع تلك الضرائب، ورغم أن الشركة طعنت على هذا التقدير ودفعت جزءا من المبلغ، فإن مشاكل الشركة لم تنته عند هذا الحد. فقد أدى فوز مصر على الجزائر فى المباراة الأولى للتأهيل لنهائيات كأس العالم إلى تأجج أحداث عنف فى الجزائر، أسفرت عن تحطيم عدة أصول لجيزى هناك مما زاد من الأمور سوءا. وقال بلتون إنه على جانب آخر مازال عدم الوضوح يكتنف وضع اتفاق المفاوضات بين نجيب ساويرس وشركة فيمبلكوم الروسية والخاص بالتفاوض على شراء أصول مملوكة لساويرس متضمنة حصة أغلبية من أوراسكوم تيليكوم من مسألة شراء الحكومة الجزائرية لنسبة 49% على الأقل من جيزى، وهل ستستطيع الشركة المشترية سواء كانت فيمبلكوم أو غيرها فى هذه الحالة الاستحواذ على 51% من جيزى. وكانت الصحافة الروسية قد أشارت إلى وجود مفاوضات بين الطرفين لاستحواذ الجانب الروسى على أغلبية من الأصول المملوكة لساويرس سواء فى الخارج أو السوق المحلية.