انطلاقة حذرة للكالشيو في غياب مورينيو

مع انطلاقة منافسات البطولة رقم 79 للدوري الإيطالي لكرة القدم ( الكالشيو) موسم 2011/2010 يتوقع الخبراء والنقاد تغيير في خريطة المنافسة تتناسب مع التغيرات التي حدثت في بعض الأندية من حيث الصفقات الجديدة وابتعاد عدد من المدربين عن أنديتهم التي خاضوا معها البطولات في الموسم الماضي وأبرزهم نجم التدريب العالمي البرتغالي جوزيه مورينيو الذي قاد الانتر للفوز باللقب ودوري أبطال أوروبا .. ويحاول القائمون على الدوري الإيطالي استعادة مكانته وجماهيريته التي تأثرت بشدة في المواسم الثلاث الماضية والتي تلت فضيحة التلاعب في النتائج وهبوط عدد من أندية القمة إلي الدرجة الثانية وخصم نقاط وإحالة مسئولين إلي المحاكمة .
وبعدها أصبح الدوري الاسباني في قمة الدوريات الأوروبية وسحب الثقة من الكالشيو وتقدم عليه أيضا الدوري الإنجليزي ويتطلع القائمون على هذه المسابقة في هذا الموسم لأن يستعيد جانب من بريقه .
بدأت البطولة بالأمس بلقائي أودنيزي مع جنوا وفاز الأخير بهدف بينما تعادل روما مع تشيزينا بدون أهداف
وتقام اليوم الأحد ستة لقاءات، حث يلعب ميلان مع ليتشي، باري مع يوفنتوس، كييفو فيرونا مع كاتانيا، بارما مع بريشيا، ويستضيف سامبدوريا نظيره لاتسيو في مواجهة قوية، ويتقابل باليرمو مع كالياري، وفيورنتينا مع نابولي.
وتختتم مباريات الجولة الأولى غدا الاثنين حيث يحل إنتر ميلان حامل اللقب ضيفًا على بولونيا في مباراة مؤجلة نظرًا لارتباط الإنتر باللعب مع أتليتكو مدريد الإسباني على كأس السوبر الأوروبية.
نبذة تاريخية
بدأت بطولة الدوري في إيطاليا منذ زمن بعيد حيث لعبت أول بطولة في 1898، إلا أنها كانت عبارة عن منافسات بين المناطق حتى ظهرت البطولة بشكلها الحالي رسميًا في 1929.
يحتل الدوري الإيطالي المركز الرابع بين أقوى الدوريات الأوربية بعد الانجليزي والاسباني والألماني وفقًا لتقييم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لنتائج الفرق الإيطالية في بطولتي دوري الأبطال، والدوري الأوروبي، كما يصنف الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء الكالشيو في المركز الرابع بين كل دوريات العالم.
وأسفرت قوة الدوري الإيطالي عن تألق أنديته في البطولات الأوروبية حيث نجحت في الوصول 26 مرة إلى المباراة النهائية لمسابقات الأندية في أوروبا بالتساوي مع نظيرتها الإسبانية، نجحت خلالها في الفوز ب 12 بطولة.
تعد أندية يوفنتوس، إنتر ميلان، إيه سي ميلان أعرق أندية الكالشيو، وتضمهم قائمة العظماء ال 14 "G 14" التي تشمل الأندية التي ترسم خريطة الطريق لإدارة الساحرة المستديرة في القارة العجوز.
يحتل يوفنتوس صدارة أكثر الفرق فوزًا باللقب برصيد 27 مرة، يليه إنتر ميلان برصيد 18 مرة بفارق بطولة وحيدة، وأحرز فريق جنوة اللقب 9 مرات، ثم الثلاثي تورينو، بولونيا، برو فيرسلي برصيد 7 مرات، بينما حصد روما اللقب ثلاث مرات فقط آخرها في 2001.
وضمت لائحة الفائزين بالاسكوديتو أيضًا كل من فيورنتينا، نابولي، لاتسيو برصيد مرتين، وصعد لمنصة التتويج مرة واحدة كل من كالياري، سامبدوريا، فيرونا، كاسالي، نوفيسي.
صاحب بطولة الدوري الإيطالي جدل كبير منذ زمن بعيد، خاصة بعدما أعادت فضيحة "الكالشيو بولي" التي تسببت في تجريد يوفنتوس من لقبي الدوري في 2005 و 2006 وهبوطه للدرجة الثانية الأذهان إلى نفس مصير فريق تورينو الذي جُرد من لقبه الذي في موسم 1927/1926.
أقيم الدوري الإيطالي مرات عديدة بمشاركة 16 إلى 18 ناديًا، وشهد موسم 1948/1947 استثناءًا وحيدًا حيث تنافس على اللقب 21 فريقا لأسباب سياسية، إلا أنه منذ موسم 2005/2004، حافظت البطولة على قوامها الحالي المكون من 20 فريقًا.
كما طال التغيير أيضًا في الدوري الإيطالي نظام احتساب النقاط، فمنذ موسم 1995/1994 أصبح الفريق الفائز يحصل على ثلاث نقاط مقابل لاشئ للمهزوم، في حين يقتسم الفريقان المتعادلان نقطتين بواقع نقطة وحيدة لكل منهما.
أبرز المرشحين
تراجعت حدة المنافسة كثيرًا في الدوري الإيطالي في السنوات الأخيرة خاصة مع هيمنة إنتر ميلان على اللقب في السنوات الخمس الأخيرة، إضافة إلى تراجع مردود العملاقين إيه سي ميلان و ويوفنتوس الذي ما زال يعاني من تبعات فضيحة التلاعب التي أودت به إلى دوري الدرجة الثانية في 2006، في حين اكتفى روما بمحاولات بائسة على المنافسة ولكن أبناء العاصمة الإيطالية دائمًا ما يسقطون في اللحظات الحاسمة قبل نهاية مشوار التتويج، إلا أن الموسم الحالي ربما يحمل جديدًا في الصاعد على منصة التتويج.
إنتر ميلان
بطل الكالشيو في السنوات الخمس الأخيرة التي رفعت إجمالي رصيده إلى 18 لقب للدوري الإيطالي، والمرشح الأول للفوز باللقب في ظل الحفاظ على القوام الأساسي الذي حقق للفريق ثلاثية الموسم الماضي مثل ثنائي الدفاع البرازيلي مايكون ولوسيو ومعهم مواطنهم الحارس جوليو سيزار، وكذلك المهاجم الكاميروني صميول إيتو.
وتعول جماهير الإنتر أيضًا على الأرجنتيني دييجو ميليتو مهاجم الفريق وهدافه في الموسم الماضي برصيد 22 هدفًا، ومعه طاحونة الوسط الهولندية ويسلي سنايدر أحد أبرز المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام.
يتولى تدريب الإنتر في الموسم الجديد الإسباني رفائيل بينيتيز الذي جاء ليقود النيراتزوري بعد رحيل البرتغالي جوزيه مورينيو لتدريب ريال مدريد، وبدأ بينيتيز مسيرته مع الفريق بالتتويج بكأس السوبر الإيطالية أمام إيه إس روما، قبل أن يسقط أمس أمام أتليتكو مدريد الإسباني في السوبر الأوروبي، ليعيش جماهير الإنتر ليلة حزينة فقدوا خلالها مواصلة الوقوف على منصات التتويج التي بدأها مورينيو بإحراز الثلاثية في الموسم الماضي.
إيه سي ميلان
القطب الثاني لمدينة ميلانو، والساعي إلى معادلة رقم الإنتر في الفوز بالدوري، حيث نال اللقب 17 مرة، ويأمل عشاق الروسونيري في عودة الفريق إلى منصة التتويج التي غاب عنها منذ إحرازه لقب الدوري في 2004.
سار ميلان على نهج الإنتر منافسه التقليدي وشريكه في ملعب "جوسيبي مياتزا"، حيث يدخل الفريق الموسم الحالي بقيادة فنية جديدة بعد التعاقد مع ماسيمليانو أليجري الذي سيخلف البرازيلي ليوناردو الذي فرط الموسم الماضي في فرصة واعدة للانقضاض على لقب الدوري في ظل ترنح نتائج الإنتر في مباريات عديدة.
يملك الميلان حلولاً هجومية عديدة تبدأ من الثنائي البرازيلي رونالدينيو والشاب ألكسندر باتو، وكذلك ماركو بوريللو هداف الفريق في الموسم الماضي برصيد 13 هدف، ومعهم أيضًا العجوز فيليبو إنزاجي.
دعم الميلان صفوفه هذا الصيف باستعارة الحارس الدولي ماركو إيمليا من جنوة، ومعه لاعب الوسط الغاني الشاب كيفن برينس بواتنج الذي تألق كثيرًا في كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا التي تأهل فيها منتخب النجوم السوداء لدور الثمانية في ثاني مشاركة له بالمونديال.
يوفنتوس
الملقب بالسيد العجوز، سيد الأندية الإيطالية، وأكثرها فوزًا بالبطولات، كما أنه يتصدر لائح الفائزن بالدري الإيطالي برصيد 27 مرة، ولكنه تنازل عن سيطرته على زعامة الدوري الإيطالي منذ آخر لقب أحرزه الفريق في 2003.
قررت إدارة اليوفنتوس تغيير الجلد الفني بالتعاقد مع لويجي ديل نيري ليقود الفريق في الموسم الجديد، وذلك بعد الإطاحة بألبرتو زاكيروني الذي قاد البيانكونيري في الموسم الماضي، وحقق معه نتائج متواضعة لحق على إثرها بآخر المقاعد الإيطالية المؤهلة للعب في بطولة الدوري الأوروبي.
نجح مسئولو اليوفتوس في إبرام صفقات بارزة هذا الصيف، بالتعاقد مع لاعب وسط روما السابق ألبرتو أكويلاني القادم من ليفربول على سبيل الإعارة، وكذلك ضم الروسي الموهوب ميلوس كراسيتش من سسكا موسكو، كما جلبت القصير سيموني بيبي من أودينييزي، وتعاقدت مع الحارس مارك ستوراري من صفوف ميلان لسد العجز الواضح في عرين الفريق خاصة مع ابتعاد حارس الفريق المخضرم جيانلويجي بوفون عن الملاعب لفترة طويلة بسبب إصابة بالغة في الظهر.
وفي الخط الأمامي يملك ديل نري ذخيرة قوية متملة في ديفيد تريزييه وكارفالو أماوري، وفينشنزو ياكوينتا، ومن خلفهم الثنائي ماورو كامورانيزي، وأليساندرو ديل بييرو قائد الفريق وهدافه في الموسم الماضي برصيد 9 أهداف.
إيه إس روما
أقل الفرق الأربعة الكبار تتويا بالدوري الإيطالي برصيد ثلاث مرات، ولكنه كان أبرز منافسي إنتر ميلان على الفوز بالدوري أو الكأس في إيطاليا في السنوات الأخيرة.
احتفظ مسئولو روما بمدربهم كلاوديو رانييري الذي قاد الفريق الموسم الماضي الذي فقد فيه أبناء العاصمة لقب الدوري في المرحلة الأخيرة من المسابقة.
يعد فرانشسكو توتي قائد "الذئاب" وهدافم في الموسم الماضي برصيد 14 هدف أبرز عناصر روما، ومعه مهاجم الجبل الأسود ميركو فوسينتش الذي أحرز نفس الرصيد من الأهداف، وانضم إليهم البرازيلي القوي أدريانو العائد مجددًا للدوري الإيطالي بعد رحيله عن إنتر ميلان في ديسمبر 2007.
الوافدون الجدد
صعد فريقا ليتشي وتشيزينا مباشرة للدوري الإيالي بعد احتلالهما المركزين الأول والثاني في دوري الدرجة الثانية، ولحق بهما فريق بريشيا بعد تغلبه على تورينو 2-1 في مباراة فاصلة.
تمكن فريق ليتشي من العودة سريعًا لأجواء الكالشيو بعدما قضى موسمًا واحدًا في الدرجة الثانية عقب هبوطه في 2009، بينما يعود فريق تشيزينا للعب في الدوري الإيطالي لأول مرة منذ هبوطه نهاية موسم 1991/1990، كذلك الحال بالنبة لفريق بريشيا الذي قضى خمس مواسم متتالية في الدرجة الثانية بعد هبوطه موسم 2005/2004.