لم يكن خروج ابطال العالم متوقعا لم يكن السقوط المدوي للازوري في الحسابات.. لم يكن ضياع اللقب ونهاية المشوار من الدور الاول حدثا طبيعيا. خروج مهين لمنتخب ايطاليا حامل اللقب في واحدة من اسهل المجموعات بالدور الاول اصاب العالم اسره بصدمة.. وخروج مذل للازوري من الدور الاول احدث ردود افعال غاضبة في الشارع الايطالي.. وكلمة السر هنا الخطايا السبع التي ارتبطت برحلة اعداد الازوري ومع بداية مشواره في كأس العالم لعبت دور البطولة المطلقة في صناعة المفاجأت وكتابة اسطر فضيحة مدوية بكل المقاييس للطليان بعد الوداع في مجموعة تضم منتخب يلعب لاول مرة في المونديال هو سلوفاكيا وآخر غائب منذ عقود وليس مصنفا وهو نيوزيلندا7 خطايا صنعها القائمون علي المنتخب الايطالي اضاعت اللقب. الخطيئة الأولي: يحمل الاتحاد الايطالي مسئولية ضخمة في سقوط بطل العالم بسبب القرار المثير للجدل قبل انطلاق البطولة باختيار تشيرازي برانديللي مديرا فنيا للمنتخب وخلافته لمارشيلو ليبي بعد نهاية المونديال.. وهو قرار متسرع بكل المقاييس وكان من الممكن تأجيل تسمية مدرب جديد لما بعد ختام البطولة. وهو قرار يتحمل مسئوليته ديمتريوالبرتيني نجم الميلان في التسعينيات ونائب رئيس الاتحاد والمكلف بادارة شئون المنتخب الايطالي.. البرتيني ليس علي وفاق مع مارتشيلوليبي ويراه استخدم الاعلام كوسيلة ضغط علي الاتحاد في صيف عام2008 للحصول علي المنصب بعد فشل صديقه روبرتو دونا دوني في قيادة ايطاليا بكأس الامم الاوروبية. ودارت خلافات معروفة بين ليبي والبرتيني بعد الخروج من الدور الاول لكأس العالم للقارات الاخيرة وما يعبر عن كونه قرارا خاطئا تعثر منتخب اخر وخروجه من الدور الاول وهو المنتخب الفرنسي الذي اعلن رحيل مديره الفني ريمون دومينيك قبل بداية البطولة واختار بالفعل بديله وهو لوران بلان. والغريب ان الاتحاد الحالي كان صاحب قرار انهاء خدمات مارشيلو ليبي عندما فاز الاخير مع ايطاليا بلقب المونديال عام2006 بعد تعيينه في اعقاب فضيحة الفساد التي ارتبطت بالاندية الكبري.. ووقتها لم يضغط البرتيني ورفاقه علي مارشيلو ليبي للاستمرار وتم التعاقد وقتها مع روبرتو دونا دوني. الخطيئة الثانية: ومن اهم الخطايا ايضا في سقوط الطليان ماحدث من ابعاد عدد من المواهب سواء اصحاب خبرة او صاعدون من قبل مارشيلو ليبي بسبب خلافات شخصية تجمع المدير الفني بهؤلاء اللاعبين. الازوري فقد في مونديال جنوب افريقيا جهود افضل مهاجم في الكالشيو خلال موسم2010/2009 وهو انطونيو كاسان28 عاما هداف سامبدوريا وصاحب الاداء الخيالي في نسخة الموسم المنقضي. ولم يرضخ ليبي لضغوط رجال الاعلام بضم اللاعب والذي يغيب عن الفوز منذ عودة المدير الفني لمنصبه في صيف عام2008 المثير أن الخلافات بين المدير الفني وكاسانو سببها الاول يرجع الي بوفينتوس في صفقة كان يرعاها ليبي عبر شركة تسويق لاعبين يديرها نجله. ومن اللاعبين الذين جري استبعادهم لخلافات مع ليبي في المقام الاول فابيو جروسو30 عاما ظهير ايسر يوفينتوس الذي اصطدم بالمدير الفني خلال فترة الاعداد للمونديال وظهر حاجة ايطاليا لجروسو في الجانب الايسر خلال اللقاءات الثلاثة التي تبادل اللعب فيها دومينيكو وجيانلوكاز امبروتا.. واخرج ليبي من حساباته لاعبا ثالثا مميزا هو فابريزو ميكولي31 عاما صانع الالعاب بسبب قيام اللاعب بانتقاد المدير الفني والدخول معه في حرب كلامية بعد استبعاده اياد من اللعب في كأس العالم للقارات في جنوب افريقيا. وكانت ايطاليا في حاجة ماسة لجهود الثلاثي انطونيو كاسانو وميكولي وجروسو بالهجوم والوسط والدفاع. الخطيئة الثالثة: غياب النجم رقم10 حقيقة من حقائق التعثر الايطالي في المونديال.. والمعروف ان صاحب الرقم هو كلمة السر في انتصارات المنتخب طيلة ال40 عاما وابرزهم في العقدين الماضين روبرتومانشيني وروبرتوباجيو واليساندروديل بيرو وفراتشيسكو توتي.. صاحب الحلول الفردية والشخصية القيادية في المستطيل الاخضر. وهو انتقاد يتحمل مسئوليته مارشيلوليبي الذي لم يتعلم من الدرس الذي تعرض له في كأس العالم للقارات بتجاهله اختيار أي من ديل بييرو او توتي. ويحسب علي المدير الفني اهماله تماما دعوة فرانشيسكو توتي34 عاما كابتن وهداف روما الرغبة في اللعب مع الطليان في المونديال بالرغم من مستواه المميز في الموسم المنقضي.. وظهوره بأداء بدني طيب بعد ابتعاد الاصابة عنه.. واهمل ليبي ضم توتي بداعي انه يريد تغيير النهج الذي تعودت ايطاليا اللعب به في ال40 عاما الماضية بالرغم من انه كان سببا بفضل تألق توتي وبديله ديل بييرو في احراز الازوري تحت قيادة ليبي كأس العالم الماضية في المانيا. الخطيئة الرابعة: نظرية تجديد الدماء التي اقدم عليها مارشيلوليبي بضم وجوه جديدة شابة في قائمة ايطاليا حظيت هي الاخري بمجاملات وسوء تقدير واختيار من جانب المدير الفني.. ويظهر ذلك واضحا في ابعاد ليبي لافضل4 لاعبين في ايطاليا تحت ال32 عاما دون اسباب منطقية وهم ماركو موتا قلب دفاع روما والذي يجيد اللعب في مركز الظهير الايمن وكذلك خروج ديفيد سانتون الظهير والجناح الايسر في انترناسيونالي وايضا جيوفينكو و العجيب كما يطلق عليه صانع العاب يوفينتوس الذي ظهر بمستوي طيب في اخر12 مباراة لليوفي في الكالشيو الايطالي, واخيرا ماريو بالوتيللي سوبر ماريو مهاجم انترناسيونالي واحد العناصر التي قدمها جوزيه مورينيو للانتر خلال ولاية تدريبية دامت عامين. وهؤلاء اللاعبون الاربعة كانوا الافضل والابرز بين مجموعة المواهب الصاعدة في الكالشيو والطريف ان ليبي عندما سئل من الاعلام الايطالي عند اعلان القائمة عن غياب موتا وسانتون وجيوفينكو وبالويتللي قال ساخرا: عليهم انتظار تشيرازي برانديللي ليضمهم الي المنتخب بعد المونديال. الخطيئة الخامسة: من اهم الخطايا التي ارتكبها مارشيلوليبي مجاملاته في اختيار القائمة وضم عددا من اللاعبين اصحاب المستوي السييء طوال الموسم المنقضي ومنهم من جري استبعاده من فريقه نهائيا.. ومنهم من جري عرضه للبيع.. وحمل ضم فابيوكانا فارو37 عاما قلب دفاع يوفينتوس وقائد المنتخب وكذلك مشاركته بصفة اساسية في المباريات الثلاث اكبر عناصر المجاملة من جانب مارشيلوليبي لمدافعه الذي تراجع اداؤه لم يعد كما كان بسبب السن ووضح تدهور اسهمه باستغناء يوفينتوس عنه قبل بداية البطولة وانتقاله للعب في اهلي دبي الاماراتي اعتبارا من الموسم المقبل.. وكان كانافارو اهم ثغرة في المنتخب الايطالي خلال المواجهات الثلاث امام بارجواي ونيوزيلندا وسلوفاكيا ويتحمل مسئولية3 اهداف من اجمالي5 اهداف اهتزت بها شباك الطليان في المونديال الاخير.. ولم ينصع ليبي للاصوات التي طالبت بابعاد كانا فارو من التشكيل الاساسي للمنتخب بعد التعادل مع نيوزيلندا وهي اصوات بدأت قبل انطلاق البطولة وطالبت المدير الفني باستبعاد كانافارو من قائمة ايطاليا في المونديال بشكل عام. وماحدث مع كانافارو يلقي الضوء علي ملف اخر وهو حدوث مجاملات واضحة من جانب ليبي للاعبي يوفينتوس ناديه السابق والذي قدم موسما كارثيا يعد الاسوأ في تاريخه بالدوري الايطالي.. وضم المدير الفني عددا من لاعبي اليوفي اصحاب المستوي المتواضع مثل ماورو كامورانيزي34 عاما الجناح الايمن وفيتشنووياكوينتا30 عاما راس الحربة وجورجي لكيني25 عاما قلب الدفاع ودومينيكو24 عاما الظهير الايسر الذين انضموا برفقة كانافارو وحاز اغلبهم علي الفرصة في التواجد بالتشكيل الاساسي للطليان خلال مشواره المونديالي. الخطيئة السادسة: ومن الخطايا التي اطاحت بالطليان حالة الفوضي التي شهدت معسكر المنتخب بسبب دخول اللاعبين في مفاوضات بالجملة بحثا عن اندية يلعبون لها دون التركيز في المشوار فكانافارو وقع لاهلي دبي الاماراتي قبل انطلاق البطولة ووقع سيموني بيبي لليوفي.. وتفاوض دانيال دكاروس مع ريال مدريد الاسباني كذلك تفاوض كليني مع بايرن ميونيخ الالماني.. وظهر واضحا عدم تركيز اللاعبين في الرحلة المونديالية. الخطيئة السابعة: عدم احترام المنافسين من الخطايا التي لاتغتفر للمدير الفني للازوري وظهر هذا واضحا قبل بداية لقائه الختامي امام سلوفاكيا الذي اكد خلاله ليبي ان الفوز سيكون هديته لجماهير سلوفاكيا التي تتابع اول مشاركة مونديالية لها.. وزاد ليبي من غروره بالقول: ايطاليا تحتاج الي الفوز وهو ماسيحدث علي ارض الملعب لاننا الافضل فنيا وبدنيا.. واخبرت اللاعبين انني لن اقبل بأقل من الفوز بفارق هدفين مثلما فعلت باراجواي امام سلوفاكيا. والمثير ان ليبي لم يكتف بالغرور بل زاد عندما ادار اللقاء خاصة عند اختيار التشكيل الاساسي الذي شهد الدفع بجيناروجاتوزو اساسيا وهو في قمة التراجع البدني وكذلك الابقاء علي فيتشنزو ياكوينتا كرأس حربة اساسي بالرغم من سوء مستواه مقارنة بباقي المهاجمين وعلي راسهم ماركو بوريللو والبرتو جيلاردينيو وكذلك عدم اشراك نجمه اندريا ميرلو محور الارتكاز المخضرم رغم اكتمال شفائه واستعادته لياقته البدنية.. وكانت الادارة السيئة وكذلك الغرور في التعامل مع سلوفاكيا السبب الاساسي في الخسارة بثلاثة اهداف لهدفين والوداع المبكر للمونديال وفقدان اللقب من الدول الاول.