«أدهم صبرى، منى توفيق، رفعت إسماعيل، عبير، نورالدين، تختخ، وموزة، ولوزة، عاطف ومحب»، وطفولتنا التى لم تكتمل بدونهم، أبطال ذلك العالم السحرى الذى يبطن لايزال سنواتنا الأجمل حيث مراهقة كامنة، وخيالا توقده الألغاز والمغامرات والرغبة الدائمة فى انطلاقات لا محدودة من أجل إحلال العدل والحب والخير والجمال. فقط من خلال «أدب المراهقين» ذلك النوع من الكتابة التى طالما شحذت مخيلة تلك الفئة من الشباب وارتبطوا بها وشخوصها لدرجة منحت الحياة لتلك الشخوص، وأسهمت فى تشكيل سلوكيات قارئيها وتحديد ردود أفعالهم. إنها تلك الكتابات التى لم يستطع أغلبنا منها فكاكا حتى بعدما تقدمت أعمارنا فصرنا وكأنها كتب صفراء نخبئها عمن حولنا لنواصل المتعة والتشويق ذاتهما اللذين طالما منحتهما لنا صغارا. لكن هذه الكتابات صارت الآن تنكمش وتموت واحدة تلو الأخرى، فيعلن ناشروها توقف سلاسلهم، ويقرر كتابها إنهاء حكايات تلك السلاسل وقتل أبطالها، ويتحول آخرون لكتابة الروايات أو السيناريوهات للتليفزيون والسينما، مسبوقا باعتذار أو كلمة ختامية لقرائهم الذين تصدمهم تلك الأخبار كما لو كانت موت عزيز أو رفيق.