محمد عبد الجليل يكتب: الرئيس يحذر ويتوعد في أقوى بيان رئاسي.. إلغاء الانتخابات بالكامل أو جزئيا إذا تعذر الوصول لإرادة الناخبين.. والمرحلة الثانية في حماية السيسي    وزيرة التضامن تستهل زيارتها للفيوم بلقاء المحافظ    حياة كريمة: محافظ سوهاج يتفقد أعمال رصف طريق بناويط جهينة بطول 9 كيلومترات    البنك المركزي: تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت إلى 30.2 مليار دولار خلال 9 أشهر    288 ألف أسرة فلسطينية تعيش مأساة قاسية وسط ظروف مناخية صعبة بغزة    مقتل 18 شخصا جراء الانهيارات الأرضية في إندونيسيا    أسامة جلال ينتظم في التدريبات الجماعية ل بيراميدز (صور)    الجيش الملكي يعلن نقل مباراته ضد الأهلي    صفقة الموسم ضاعت، ضبط كمية من مخدرى الهيدرو والحشيش ب150 مليون جنيه    الأجهزة الأمنية تضبط السائق المتسبب فى وفاة 3 طلاب بأسيوط    الصيف راجع تانى.. مرتفع جوى يؤثر على درجات الحرارة والأرصاد تحذر.. فيديو    تعرف على حورات أجراها وزير التعليم مع المعلمين والطلاب بمدارس كفر الشيخ    المتحف المصري بالتحرير يكشف قصة الكاتب الجالس على ورقة ال 200 جنيه    رئيس دار الأوبرا المصرية يزور الموسيقار عمر خيرت فى المستشفى    هيئة الدواء: توفر علاج قصور عضلة القلب بكميات تكفي احتياجات المرضي    مدبولي: تيسيرات لإجراءات دخول السائحين عبر تطبيق منظومة التأشيرة الإلكترونية    برلماني: توجيهات الرئيس بشأن انتخابات النواب تعكس الإرادة الحقيقية للمواطنين    القومي للأشخاص ذوي الإعاقة يدشن مبادرة "إرادة وقيادة"    جولة مفاجئة لوزيرالتعليم في مدارس كفر الشيخ    الأهلي يترقب موقف ديانج لحسم التجديد.. ويجهز البديل    وزير الخارجية يؤكد لنظيره السوداني رفض مصر الكامل لأي محاولات تستهدف تقسيم البلاد أو الإضرار باستقرارها    أبو الغيط: الحوار العربي- الصيني ضرورة استراتيجية في مواجهة تحولات العالم المتسارعة    مدير متحف الهانجول الوطني بكوريا الجنوبية يزور مكتبة الإسكندرية    انطلاق الدورة الثانية لجائزة القراءة الكبرى بمكتبة الإسكندرية    موعد التصويت بمحافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025    حلمي طولان: هذه أسباب صعوبة مجموعتنا في كأس العرب.. وهؤلاء هم المرشحون للقب    مصلحة الجمارك: منظومة ACI تخفض زمن الإفراج الجمركي جوا وتقلل تكاليف الاستيراد والتصدير    17 نوفمبر 2025.. الدولار يواصل التراجع إلى مستوى ال47 جنيها بالبنوك المحلية    محافظ كفر الشيخ: الكشف على 1626 شخصا خلال قافلة طبية مجانية فى دسوق    توفير 1000حاوية مجهزة خصيصا لجمع المخلفات بسيناء    مشروع ميادين خضراء بقلب المدن لتطوير وزيادة المسطحات الخضراء.. صور    إعادة الحركة المرورية بعد تصادم بين سيارتين على طريق "مصر–إسكندرية الزراعي"    مقتل عناصر عصابة شديدة الخطورة وإصابة ضابط بعد تبادل لإطلاق النار    وزارة العمل: تحرير 437 محضر حد أدنى للأجور    «التضامن» تقر توفيق أوضاع 3 جمعيات في محافظتي القاهرة والمنيا    جاتزو بعد السقوط أمام النرويج: انهيار إيطاليا مقلق    صفقة حامد حمدان تحدد مصير سيف فاروق جعفر فى نادى الزمالك    لجنة من الأعلى للجامعات تتفقد معهد الدراسات البيئية لتحويله إلى كلية للدراسات العليا بالعريش .. اعرف التفاصيل (صور)    التعليم العالى تكشف كواليس مشاركة الجامعات فى بطولة العالم ببرشلونة    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا .. تفاصيل    الصحة تطلق برنامج «قادة الأزمات والكوارث» بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب    كوريا الجنوبية تقترح محادثات مع نظيرتها الشمالية لترسيم الحدود    كلاكيت تاني مرة| منتخب مصر «الثاني» يواجه الجزائر وديًا اليوم    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    بنجلاديش تعزز الأمن قبل الحكم على رئيسة الوزراء المخلوعة الشيخة حسينة    توم كروز يتسلم جائزة الأوسكار الفخرية بخطاب مؤثر (فيديو)    وزير الصحة يشهد الاجتماع الأول للجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض.. ما نتائجه؟    جامعة الإسكندرية توقع بروتوكول تعاون لتجهيز وحدة رعاية مركزة بمستشفى المواساة الجامعي    لمواجهة الصعوبة في النوم.. الموسيقى المثالية للتغلب على الأرق    مسؤول بحرس الحدود يشيد باعتقال مهاجرين في كارولينا الشمالية رغم اعتراضات محلية    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    مجلس الأمن يصوت على المشروع الأمريكى بشان غزة اليوم.. ماذا يتضمن ؟    بعد صلاة الفجر.. كلمات تفتح لك أبواب الرحمة والسكينة    أحمد سعد: الأطباء أوصوا ببقائي 5 أيام في المستشفى.. أنا دكتور نفسي وسأخرج خلال يومين    رئيس شعبة الذهب: البنك المركزي اشترى 1.8مليون طن في 2025    الفجر 4:52 مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    السيطرة على حريق نشب في سيارة ملاكي و4 موتوسيكلات بأرض فضاء بالزاوية الحمراء    أحمد صالح: محمد صبري كان موهوبًا ويرفض المجاملة والواسطة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آدم يتعلم الشورى
نشر في الشروق الجديد يوم 12 - 08 - 2010

يقول تعالى: (إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِى بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33))
فهم القارئ والسامع من اللحظة الأولى، أن الله عز وجل يعرض على الملائكة ما قدر أن يخلقه و يوجده معهم فى الكون.. وهذا العرض والبلاغ قبل إيجاد آدم.. فماذا نتعلم من ذلك؟
أولا نتعلم ضرورة الشفافية وسرعة المبادرة وإعلام وإعلان كل من يعنيهم الأمر بأن أمرا جديدا سيحدث، وقد اقترب أوانه، وأن هذا الشىء سيوجد لمهمة كذا، والله سبحانه وتعالى غنى عن خبرة وحكمة الملائكة وغيرهم لأنه هو الغنى الحكيم وهو الخبير وهو العليم فلماذا يشاء الله إعلام الملائكة؟..
ليعلم خلقه جميعا والأمة الخاتمة وخصوصا صناع القرار وأصحاب القرارات.. يعلمهم: لا تتجاوزوا طبيعتكم، لا ترتكبوا حماقة مفاجأة الناس بما دبرتم وقررتم.. فإنى أنا الله رب العالمين لم أفاجئ الملائكة بإيجاد آدم بل أخبرتهم قبل الخلق.
لقد أردت أن يكون الموقف كما جاء فى القرآن ليعلم من يعيش الإيمان والإسلام كيف يفكر؟، وكيف يزاول الخلافة فى الأرض كما أمره الله؟... لا غطرسة ولا كبر ولا خيلاء من الكبار، ولا حق لأحد فى الاستئثار بصنع القرار واتخاذه ومن يفعل ذلك من البشر فقد وضع نفسه موضع الإلوهية أو أشد.. فها هو الله رب العالمين يخطر الملائكة قبل تكليفهم بالتعامل مع المخلوق الجديد فلماذا يضن السلطان بإعلام الأمة ولماذا لا يستمع لهم ويستفيد منهم. فما هو إلا بشر مثلهم.
ثانيا: لا يتطوع أحد من الخلق بالتزلف إلى القيادة ويبادر بنصرها ويعيب على المستفهم أو الرافض... فهذه الزلفى إلى الكبار هى النفاق بعينه، وقد حرم الله النفاق تحريما قاطعا وقرن النفاق بالكفر فقال تعالى (... إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا)- النساء:140
وهذا العقاب الشديد مقابل النفاق بكلمة أو حركة.. لا يعتبر شديداً.. فالمنافق قد تصور أنه يمكن أن يزيد فى رزقه أو منفعته.. وهذا كفر بالله وشرك من حيث لا يدرى المنافقون أنهم سقطوا فيه فلماذا تساند السلطان وتنسى الشعب.
ثالثا: يتعلم المسلم أن مهما كانت درجة السلطة ومكانتها، وخطرها فلن تبلغ قدرة الله... ومادام الملائكة قد عبرت عن رأيها مع الله عز وجل رغم أنه سبحانه رب القوى والقدر العزيز الجبار المتكبر فكيف تخاف أيها المسلم من سيف أى سلطان أو كيف يحول السلطان وشيعته بين المواطن وبين إبداء رأيه.
رابعا: يتعلم أهل السلطة ويتعودون على أن تكون الشفافية والإعلام المبكر سياسة حقيقية تنتظر وترحب برد الفعل، وتعتنى بالحوار مع المتسائلين دون استعلاء أو إرهاب أو فتور، أو أن يكون الرد ردا مبهما يتسربل بمصطلحات وأقاويل تظهر المتكلم ضعيفا جاهلاً.. بل لا بد أن يكون الرد واضحا منطقيا مصحوبا بالدليل دون أدنى إرهاب أو تعنيف.
هكذا نتعلم أصول صناعة القرار قبل إصداره:
لا بد من علم وخبرة وحكمة وهذا كله لا يتوافر فى شخص واحد، ولا تيار واحد، ولا حزب واحد، ولا عائلة واحدة لذلك يجب اتساع دائرة الشورى والالتزام بها.
المبادرة بإعلان الأمور وإعلام الجميع والدعوة لإبداء الرأ.ى
انتظار رد الفعل والترحيب به، وعدم المصادرة على الرأى مهما كانت هذه بعض أدوات صناعة القرار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.