أعاد الكاتب والإعلامى الأمريكى فريد زكريا جائزة منحتها له رابطة مكافحة التشهير، Anti-Defamation League، التى تعد أحد أكبر وأقدم المنظمات اليهودية الأمريكية، احتجاجا على رفض الرابطة إقامة مركز إسلامى فى موقع هجوم 11 سبتمبر الإرهابى بنيويورك، باعتباره عملا استفزازيا لأرواح ضحايا 11 سبتمبر وترويجا لفكر متطرف». وكانت المنظمة قد منحت فريد زكريا جائزة هيربرت ميرفى المرموقة، وتبلغ قيمتها 10 آلاف دولار عام 2005 لمواقفه فى مناهضة التمييز الدينى والعرقى، ودعم الحريات. وتعد رابطة مكافحة التشهير إحدى أنشط منظمات اللوبى اليهودى فى الولاياتالمتحدة، وأكثرها نفوذا، وأنشأت عام 1913 لمحاربة معاداة السامية وكل أنواع التعصب داخل وخارج الولاياتالمتحدة. وتعمل هذه المنظمة على رصد ما تنشره وسائل الإعلام عامة عن إسرائيل، خاصة وسائل الإعلام فى الدول العربية والإسلامية. وتصدر نشرات دورية بهذا الخصوص ترفعها إلى الساسة الأمريكيين ونواب الكونجرس الأمريكى. وعبرت الرابطة فى بيان لها عن حزنها لإعادة زكريا جائزتها التى منحت له، وذكر ابراهام فوكسمان رئيس الرابطة «أنا مصدوم وغير قادر على التعليق على قرار فريد زكريا لإعادة جائزة هيربرت ميرفى التى قبلها عام 2005»، أضاف فوكسمان، «كشخص أكن له عظيم الاحترام، لمناقشاته الثرية وعقله المتفتح، كنت أتمنى أن يتواصل معى بصفة شخصية قبل إعلان قراره». ويرى زكريا أن بيان المنظمة المعارض لإقامة المركز الإسلامى بنيويورك سبب يحتم عليه إعادة الجائزة. وقال زكريا فى بيان أصدره «قبل 5 سنوات شرفتنى رابطة مكافحة التشويه بجائزة الدفاع عن البند الأول من الدستور وقد كان ذلك أمرا مشجعا لى للغاية، إذ جاء من منظمة طالما أعجبت بها. ولكننى لا أستطيع أن أشعر بارتياح الضمير إذا ما واصلت الاحتفاظ بقيمة الجائزة، لذا فقد أعدت الدرع التذكارية وقيمة الجائزة. وإننى أحث المنظمة على إعادة النظر فى موقفها من مشروع إقامة المركز الإسلامى، وأعتبر أن الاعتراف بالخطأ هو ثمن بسيط للحفاظ على السمعة». ويعد فريد زكريا، 46 عاما، الأمريكى من أصل هندى، واحدا من أبرز الشخصيات المسلمة الليبرالية تأثيرا فى الإعلام الأمريكى ويحظى بجماهيرية واسعة فى الولاياتالمتحدة وخارجها، ويترأس تحرير الطبعات الدولية لمجلة «نيوزويك»، ويقدم برنامج «جى بى إس» على شبكة «سى إن إن» الإخبارية، الذى يستضيف صفوة السياسيين والاقتصاديين فى العالم، إضافة إلى أنه أيضا مفكر معروف ومؤلف لكتب مهمة حول مستقبل الديمقراطية ومكانة أمريكا فى العالم. ويحظى زكريا بنفوذ كبير بسبب توليه رئاسة تحرير «فورين أفيرز» الدورية الأولى فى السياسة الخارجية عالميا. وكانت بلدية مدينة نيويورك قد فتحت الطريق الأسبوع الماضى أمام بناء مركز ثقافى إسلامى يضم داخله مسجدا بتكلفة مائة مليون دولار مكان مبنى قديم قرب موقع هجمات 11 سبتمبر وذلك بعد جدل حول هذا المشروع. وقررت لجنة المعالم الرئيسية ببلدية مدينة نيويورك بإجماع أعضائها التسعة عدم اعتبار المبنى القديم الذى يعود تاريخ بنائه إلى نحو 150 عاما «معلما أثريا» مما يفسح المجال أمام القائمين على المشروع لهدم المبنى وتأسيس المركز الإسلامى مكانه. وكان المنتقدون يأملون فى عرقلة المشروع من خلال استصدار إعلان باعتبار المبنى معلما تاريخيا، وتعتزم بعض عائلات ضحايا حادثة 11 سبتمبر محاولة استصدار أمر قضائى لمنع بناء مسجد هناك.