أمثال عماد متعب لا يقدرون النعمة التي أنعم الله عليهم بها ولا يعلمون ما سيئول أليه مصيرهم بعد أن تمر السنين القليلة الباقية من أعمارهم في الملاعب ويصبحون خارجها وخارج دائرة اهتمامات من كانوا حولهم من صبيان وبنات ومعجبين ومعجبات ! ألتقي أحيانا مع بعض من كانوا نجوما ملء السمع والبصر .. من كانوا يمشون في الأرض مرحا تطاردهم الكاميرات.. وأتعجب على حالهم وقد دارت بهم الدائرة فأصبحوا يتمنون أن يصافحهم أحد أو حتى ينتبه أليهم من يسيرون بجوارهم في الطرقات و"المولات"!! ورغم كل الدروس والعبر التي تملأ دنيانا فأن هناك من لم يتعظوا حتى الآن وها هو متعب يكتب لنفسه وبنفسه سيناريو السقوط في خضم المشاكل وللأسف كتب على الكرة المصرية أن تدخل في معاناته بعد تصرفاته غير المسئولة مع ناديه البلجيكي . كان عماد متعب مهاجم الأهلي والمنتخب الوطني المميز قد راح ينشد نشيد الاحتراف الخارجي ليل نهار.. ويصور للجماهير هو ووكيل أعماله نادر شوقي أن أطناناً من العقود متكدسة أمامه وأن قيود ناديه الأهلي وتمسك مسئوليه به هي التي تكبل طموحاته ليكون سفيرا فوق العادة للكرة المصرية في الملاعب الإنجليزية أو الأسبانية . أجتمع معه مسئولو الأهلي مرات ومرات ليقنعوه بالبقاء في نادية ووصل العرض إلي 11 مليون جنية ( 2 مليون دولار ) ولكنه تمسك بالرفض باعتبار أن الاحتراف الأوروبي حلم حياته. لم يكن في مقدور الأهلي أن يبقي عليه وقد انتهى تعاقده في نهاية الموسم الماضي فلا كان هناك عرض إنجليزي ولا أسباني ولا فرنسي بل بلجيكي ليس مهما بلجيكي..بلجيكي أنها الكرة الأوروبية والسلام ورأينا النجم المصري في المؤتمر الصحفي يحمل فانلة ناديه الجديد ستاندرليج .. وكان وكيل أعماله يؤكد في كل الفضائيات والمواقع أن عقد لاعبه مع النادي البلجيكي لا تشوبه شائبة وأنه سيلعب في الدوري البلجيكي لا محالة ردا على ما كان يثار من أن هناك مشاكل في تنفيذ العقد. منذ أيام فوجئ الجميع باختفاء متعب الكل يبحث عنه في بلجيكا أتهمه ناديه بالهروب وفي الأهلي لا يعرف أحد طريقه وفي المنتخب لم يعد في أيام قلائل تحول عماد متعب النجم الهداف أحد المواهب الكروية المصرية إلي لاعب مطارد من ناديه البلجيكي ينتظر عقوبة من الفيفا وغير مقبول في بيته الأصلي الأهلي لأنه الآن لن يٌسمح له باللعب في صفوفه حتى ينهي مشكلته التعاقدية مع ستاندرليج والعاطفية التي تتحدث عنها الصحف البلجيكية وتشير إلي أنها السبب في عدم التزامه بالعقد!! وحتى إذا انتهت المشكلة فعليه أن يبقى خارج الملاعب إلي شهر يناير المقبل ليتم قيده مرة أخرى في قائمة الأهلي وهو ولا أحد على وجه الأرض يمكن أن يعرف ما تخبئه الأيام وماذا سيكون الحال في يناير المقبل. تاه عماد متعب ليس من الأهلي والنادي البلجيكي والجماهير المصرية التي تحبه وتقدره ولكن تاه أيضاً من نفسه وأصبح مطالب بأن يدفع ثمن باهظ ليجد طريق العودة ولن يدفعه وحده بل سيدفعه كل اللاعبين المصريين والكرة المصرية هناك خاصة وأن لنا نادي ولاعبين يلعبون في الدوري البلجيكي ولا شك أن هناك تأثيرات سلبية لتصرفات متعب عليهم في بلجيكيا وفي أوروبا كلها ما فعله متعب للأسف يجئ ضمن سلسلة من المشاكل فجرها عدد من نجوم الكرة المصرية مع أنديتهم الأوروبية سواء أحمد حسام ميدو أو عمرو زكي أو حسام غالي .. ولعل ما يخفف من حدة انتقادات الصحافة البلجيكية نسبيا تجاه اللاعبين المصريين الرصيد الجيد الذي تركه أحمد حسن قائد المنتخب حينما كان محترفا في نادي أندرلخت ولا يزال في ذاكرة المحبين لكرة القدم هناك .. ورغم أنه ترك النادي البلجيكي الذي كان متمسك به وأنضم لصفوف الأهلي ألا أنه حظي بتكريم وتقدير كبير وهذا هو الفارق بين النجم واللاعب. أنها مأساة كتبها عماد متعب له ولغيره ونتمنى مثل الكثيرين أن يتجاوزها بسرعة وأن يعود إلي نفسه قبل أن يجد مكانه في قلوب الجماهير قد شغله غيره.. ويصبح هو مثل الكثيرين من الذين يتلهفون أن يتعرف عليهم من حولهم!