تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اليوم الاثنين، بمعاقبة جناح تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا بعد أن تأكد مقتل الرهينة "الفرنسي" الذي اختطفه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في النيجر. وكان أحد قادة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد قال في تسجيل صوتي بثته قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية، يوم الأحد 25 يونيو، إن ميشيل جرمانو (78 سنة) قتل ردا على غارة شنتها فرنسا وموريتانيا على التنظيم الأسبوع الماضي. وفي حديث أذاعه التليفزيون على الهواء مباشرة، قال ساركوزي: إن قوات الكوماندوس الفرنسية التي تدعم القوات الموريتانية حاولت إنقاذ جرمانو، المهندس المتقاعد الذي خطفه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في 20 أبريل في النيجر، ولكنها لم تعثر عليه في معسكر صحراوي في مالي عندما اشتبكت مع أفراد التنظيم. وأضاف ساركوزي: "بعد اقتناعنا بأن قتله محتوم بطريقة ما كان من واجبنا محاولة إنقاذه من خاطفيه، للأسف لم يكن ميشيل جرمانو هناك"، وتابع الرئيس: "مقتله يجب ألا يضعف إصرارنا بل يقويه". وحث ساركوزي المواطنين الفرنسيين على تجنب السفر إلى منطقة الساحل، وقال: "الجريمة لن تمر دون عقاب". وقال ساركوزي إن فرنسا لم تتلق أي إشارة منذ مايو الماضي على أن جرمانو ما زال على قيد الحياة، وإنها تدخلت بعد أن هدد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يوم 11 يوليو الجاري بقتله خلال أسبوعين ما لم ترتب باريس مبادلة سجناء. وقال محللون أمنيون إن التنظيم سيستغل الغارة كذريعة لاستهداف المصالح الفرنسية في المنطقة، وإن ذلك لن يتم على الأرجح على الأراضي الفرنسية. وقال كامل طويل، الخبير في الجماعات المتشددة في شمال إفريقيا: "بالنظر للأسلوب الذي وجهت به القاعدة التهديد أعتقد أنهم سيحاولون القيام بالمزيد من الأعمال الانتقامية ضد المصالح الفرنسية، وفي قول آخر سيفعلون شيئا بالإضافة إلى قتل الرهينة الفرنسي". وأضاف: "ليس لديهم القدرة على القيام بعمل داخل فرنسا. لو كان لديهم هذه القدرة لما كانوا ترددوا، الاحتمال الأكثر ترجيحا هو أن يستهدفوا المصالح الفرنسية في أفريقيا". وعلى المستوى المحلي لا يبدو أن الغارة الفاشلة ستثني ساركوزي عن موقفه، غير أن أوليفيه توماس، رئيس بلدية بلدة جرمانو، شكك في جدوى استخدام القوة قائلا: إن التقليد الفرنسي هو التفاوض على إطلاق سراح الرهائن. ولم يشن الإسلاميون في منطقة الصحراء حتى الآن أي هجمات كبيرة، ويقول خبراء إنهم يركزون بشكل أكبر على جمع المال من عائدات الفدى التي يحصلون عليها للإفراج عن المخطوفين، ومن تهريب السلع، ومن بينها الكوكايين. لكن دولا غربية، في مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة، صعدت وجودها في المنطقة وتسعى لتحسين التنسيق فيما بينها خوفا من أن تزداد قوة هذه الجماعات في المنطقة الصحراوية الواسعة. وقال المحلل الليبي نعمان بن عثمان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، وكان على معرفة بأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة: "يريدون توجيه رسالة تفيد أنهم أشداء لإثارة الذعر". ومن المعتقد أن جرمانو، وهو مهندس متقاعد كان يبني مدرسة متطوعا لقبائل الطوارق البدوية، كان قد وقع في يدي عبد الحميد أبو زيد زعيم المجموعة الأكثر تشددا من مجموعتين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تعملان في منطقة الصحراء. وقتل الجناح نفسه الرهينة البريطاني ادوين داير، العام الماضي، بعد أن رفضت بريطانيا الإذعان لمطالبه.