اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه يجب على النشطاء المصريين اتخاذ عبرة من حركة الهيبيز في الستينات، التي تعد نموذجا ناجحا في إنجاز تغيير اجتماعي على المدى الطويل في الولاياتالمتحدة والعالم. وقالت الصحيفة -على لسان الصحفي المصري أسامة دياب- إن المشهد السياسي المصري شهد تغيرا كبيرا منذ إنشاء حركة كفاية المعارضة في 2004، مؤكدة أنه إذا ما استمر على نفس المنوال، فإن المقاومة السياسية ربما تصبح أكثر زخما مما كانت عليه منذ ثورة 1952، التي أطاحت بالملكية وأنشأت الجمهورية. وأضافت الصحيفة أن حركات مثل كفاية وشباب 6 أبريل والجبهة الوطنية للتغيير، أدت جميعها دورا في جعل الحياة السياسية أقل ركودا، حيث تمكنت من زيادة هوامش الحرية والدفع باتجاه إصلاحات سياسية ولا يزالوا مستمرين، غير أنها لن تتمكن من الاستمرار بمفردها. وأوضحت الصحيفة أن تلك المجموعات تركز على مكاسب سياسية قصيرة المدى، مثل المطالبة بتغيير الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، فضلا عن رفع حالة الطوارئ، بينما كثيرا ما تتجاهل العنصر الأكثر أهمية، والذي يمكنه إثارة تغيير حقيقي في المستقبل وهو "التغيير الاجتماعي". وأشارت "الجارديان" إلى أن الدفع باتجاه الديمقراطية والمساواة ربما يجد قليلا من المؤيدين، في مجتمع يسير في اتجاه معاكس للتقدم الاجتماعي ويعتنق قيم محافظة، حيث أن شريحة كبيرة من المجتمع لا تزال تنكر مبدأ المساواة بين المرأة والرجل ويضطهدون الأقليات الدينية والعرقية. وتابعت الصحيفة أن البعض قد ينبذ الديمقراطية وحقوق الإنسان باعتبارهما بمثابة اختراع غربي أو جزء من جدول أعمال إمبريالي، مشددة على أن ما تحتاجه مصر -بدلا من مجموعات قليلة تحرض ضد النظام الحاكم والسياسي- هو حركة اجتماعية دائمة، يمكنها التأثير على السياسيين وصناع القرار. وضربت الصحيفة مثلا بالتأثير السياسي والاجتماعي لحركة الهيبيز في الولاياتالمتحدة كافة أرجاء العالم، حيث إن البعض يرى أن أمريكا لم تكن لتنتخب رئيسا أسودا، لولا التقدم الاجتماعي والزخم الذي شهدته فترة الستينات. وأكدت الصحيفة أن السبب وراء نجاح الهيبيز في تغيير مسار التاريخ ليس فقط مشاعرهم المناهضة للحروب والاهتمام بالبيئة أو حتى نقد قيم الطبقة الوسطى وممارسات الشركات الكبرى، حيث إن جميع تلك القيم خرقها آخرين قبل وقت طويل من ظهور الهيبيز. وتابعت الصحيفة أن ما جذب ملايين الشباب حول العالم كان الثقافة المغايرة، التي اختاروها لحمل رسائلهم، بدلا من قيمة الرسالة في حد ذاتها، إذ أن الأزياء والموسيقى وأسلوب الحياة الغريب راقت لعشرات الملايين من الشباب، فضلا عن أن تركيز الحركة على الفن والثقافة ساهم في نشر رسالتها.