وصف الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعوات زيارة القدس الشريف في ظل الاحتلال الإسرائيلي ب"العار"، مؤكدا أن الشرع الإسلامي والرؤية السياسية المعاصرة تجرم تلك الدعوات التي تعطي الشرعية للكيان المحتل صفة اعتبارية بتلك الزيارات. وأكد د. القرضاوي في افتتاح دورة المعارف المقدسية التي تنظمها لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب، صباح اليوم الثلاثاء، أن القدس قضية الأمة الإسلامية والعربية، وأن حالة التراجع العربي على المستويات السياسية والرسمية دفعت بالكيان الإسرائيلي إلي تنفيذ مخططه الاستيطاني. وأعرب د. القرضاوي عن حزنه لما وصلت له حالة الانتكاسة التي أصابت حركة "فتح" بتخليها عن سلاح المقاومة، رغم تاريخها النضالي الطويل في الصراع العربي الصهيوني منذ كانت في أحضان جماعة الإخوان المسلمين إبان حرب فلسطين 1948، وحرب القناة 1951، ثم تراجعها الحاد منذ اتفاقية أسلو ثم مدريد وخارطة الطريق وأخيرا أكذوبة المفاوضات غير المباشرة، بحسب كلامه. وحذر العالم الجليل من خطورة الحفريات الصهيونية أسفل المسجد الأقصى وحملة التعديات والمخطط الاستيطاني الذي بدأ تنفيذه بوتيرة عالية في الفترة الأخيرة في ظل صمت عربي ودولي مريب، وكذلك استمرار الحصار على قطاع غزة، مؤكدا أن الكيان الإسرائيلي ليس فقط خطرا على الدولة الفلسطينية ولكنه خطر على المنطقة والعالم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. وحيا فضيلته المواقف التركية الأخيرة المريدة للحق الفلسطيني العربي في القدس الشريف، مشيرا إلى أن المواقف الشجاعة التي أبداها رجب طيب اردوغان وخاصة عقب العدوان على قطاع غزة وأسطول الحرية تؤكد أن الحق لابد له من صوت حق يحميه ويحافظ عليه، في حين أن الأمة العربية –وللأسف- لم تقم بدروها المنوط بها في الحفاظ علي مقدساتها وجغرافيتها.