تساءل الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن جدوى احتجاز أكثر من ألف أسير فلسطيني، نافيا أن يكون في هذا خطرا على إسرائيل كما يروج الساسة اليمينيون في إسرائيل. وسخر ليفي من الرؤية التقليدية الإسرائيلية قائلا إن هؤلاء الأسرى الفلسطينيين "آدميين"، ولدى كل منهم عائلة، دمرتها إسرائيل في لحظة اعتقال هؤلاء الأبرياء، الذين لم يرتكبوا جرائم قتل، أو سرقة، بل لأنهم أصحاب رأي. وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن معظم الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون إسرائيل منذ أعوام، كانت كل تهمتهم إلقاء حجر أو الخروج في مظاهرة أو محاولة الحصول على أدنى احتياجاتهم الأساسية التي حرمتهم منها إسرائيل. وكل هؤلاء مثلوا أمام محاكم عسكرية ظالمة، لا تعترف بحق الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وتعتبر أن الفلسطيني دائما متهم إلى أن يثبت براءته. وتابع قائلا إن الألف روح المحبوسة في المعتقلات كان كل ذنبها أنها تحارب الاحتلال، وبدلا من أن يفرج عنهم، يتم تحويلهم لإرهابيين بسبب طول فترات اعتقالهم والظلم الواقع عليهم، لا بسبب جرم ارتكبوه وإنما فقط بسبب جنسيتهم. ووصف ليفي السجون الإسرائيلية بأنها أسوأ وأكثر السجون تعذيبا وقسوة، موضحا أن المعتقلين الفلسطينيين لا يحصلون على الإفراج حتى لو بحسن السلوك أو بعد انقضاء معظم مدة سجنهم، ولا يسمح لهم بإجراء مكالمات هاتفية، وتتم معاملتهم معاملة لا آدمية على الإطلاق. في الوقت نفسه، طالب ليفي المجتمع الإسرائيلي بالتخلي عن نزعته الانتقامية الفطرية، والتوقف عن التفكير في التهديدات الخيالية الإرهابية التي تعشش في رأس كل إسرائيلي، و الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين دون مقابل. وختاما، أكد ليفي على أنه ينبغي على إسرائيل أن ترفع الحصار عن غزة، لا بسبب السفينة التركية وإنما لأن هذا هو الصحيح، لكنه عاد وتحسر على أن القادة الإسرائيليين لا يمتلكون الشجاعة والمقدرة على اتخاذ قرار حكيم مثل هذا، لأنهم ليسوا أهلا له.