هكذا الدنيا تجمع وتفرق.. وهكذا الأقدار تقربنا ثم تبعدنا، وهناك حكمة فى ذلك لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، الآن حان موعد كنت لا أتمناه بل أكرهه وأخشاه، موعد مغادرة «الشروق» المكان الذى عشقته والصفحات التى أحببتها منذ بدأ الحلم الجميل الذى شاركت فيه بجهدى المتواضع مع أساتذتى وزملائى لبناء القسم الرياضى من خلال مجموعة من الشباب أصحاب الموهبة والحماس الذين أصبحوا الآن نجوما صغارا على طريق ينتظرهم فيه الكثير فى عالم النقد الرياضى. حانت اللحظة التى أكرهها.. لكنها سنة الحياة، ولأنه من المستحيل أن تظل كل الأشياء على حالها سواء الظروف المحيطة أو نفوس البشر، فقد قررت أن أستأذنكم بالانصراف من أجل أن أحيا حلما جديدا بدوافع جديدة فى مكان أحببته أيضا وعشت فيه 6 سنوات جميلة قبل ذلك فى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. ولأننا فى عالم الرياضة نتحدث دائما عن الاحتراف وضرورة التكيف معه رغم صعوباته النفسية، فقد جهزت نفسى لخوض تجربة احتراف جديدة كنت أستبعدها لكنها إرادة الله الذى لا راد لقضائه، وهى لحظات قاسية جدا أعيشها كأننى طفل تملأ عيناه الدموع لحظة ابتعاده عمن يحب. أحببت «الشروق» المكان والناس، وأخلصت له وعملت قدر استطاعتى لنيل رضا الله الذى هو أولى الغايات، وقضيت أياما جميلة بين المشاغبين أعضاء القسم الرياضى الذين جددوا شبابى، وكل ما أتمناه أن تزداد جريدتنا المحبوبة نجاحا وتألقا وأن تزداد صفحات الرياضة إشراقا وتميزا، وسأنتظر اليوم الذى يجمعنا من جديد إن أراد الله. كل الشكر لإدارة الجريدة المحترمة، الرجل الرائع المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير العصرى المهذب الأستاذ عمرو خفاجى، وأستاذى حسن المستكاوى والأخ الصديق شريف عبدالقادر وإلى كل الزملاء الأعزاء وكل من ينتمى إلى «الشروق» على العلاقة المحترمة التى جمعتنا على مدى عامين كاملين، وشكرا للقراء الأفاضل الذين أحاطونا بكل الحب رغم اختلاف الآراء أحيانا، لأن ذلك أيضا من طبيعة الحياة والبشر، على أمل أن يظل التواصل بيننا دائما حيث سأظل وفيا للمكان والأشخاص ما حييت. آخر الكلام: يارب لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا.