كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية النقاب يوم السبت عن أن محادثات سرية جرت في أواخر عمر الإدارة الأمريكية السابقة بين مسئولين في واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية قولها إن ويليام بيري وزير الدفاع الأمريكي الأسبق عقد سلسلة من المباحثات السرية في موعد غير معروف مع مسئول إيراني بارز في إدارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بخصوص البرنامج النووي الإيراني. وأكدت المصادر التي نقلت معلوماتها عن صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن المحادثات التي تمت مع مجتبى هاشمي مستشار الرئيس نجاد كانت تستهدف الوصول إلى تفاهم مشترك بالنسبة للملف النووي الإيراني , وكان واضحاً أن بيري كان يمثل إدارة الرئيس بوش السابقة وليس الرئيس الحالي باراك أوباما. ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي تستعد فيه إدارة الرئيس الأمريكي الجديد أوباما لاتخاذ سياسات جديدة للتعامل مع إيران تعتمد على الحوار وليس على سياسة التهديد والوعيد التي انتهجتها إدارة بوش ولم تؤت بأي نتائج في إيقاف الطموح النووي الإيراني الذي يثير الولاياتالمتحدة. ومن جانبها ، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن إدارة أوباما تجهز مسودة رسالة لإيران يعمل عليها فريق أوباما منذ الرابع من نوفمبر الماضي , وتتحدث عن انتهاج دبلوماسية نشطة ومباشرة حيال إيران ، حيث أن أوباما كان قد أوضح في حديثه لقناة "العربية" أن إدارته ستضع في الأشهر المقبلة إطارا عاما ونهجا للحوار مع ايران. يذكر أن الولاياتالمتحدة تتهم إيران بتطوير أسلحة نووية وتدعيم مليشيات مثل حركة حماس وحزب الله , إلا أن إيران من جانبها نفت الاتهامات الأمريكية وأعلنت أن برنامجها النووي لأغراض سلمية ومدنية بحتة. وأقر مجلس الأمن الدولي حتى الأن أربعة قرارات تتضمن ثلاثة منها فرض عقوبات اقتصادية وتجارية على إيران وتطالبها بتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم. ومن المقرر أن تجتمع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا الشهر المقبل لبحث سبل إقناع إيران بالامتثال لهذا المطلب.