أكد كتاب صدر في مصر قبل أيام أن الملك فاروق آخر ملوك مصر أعاد زوجته السابقة الملكة فريدة إلى عصمته مجددا قبل سنوات من وفاته، لكنها أخفت الخبر خوفا من تعرضها لمضايقات في مصر. وكشفت الكاتبة لوتس عبد الكريم، مؤلفة الكتاب الذي حمل عنوان "فريدة مصر.. أسرار ملكة وسيرة فنانة"، أن آخر وأهم أسرار ملكة مصر التي كانت تربطها بها حتى وفاتها علاقة صداقة وطيدة أنها عادت إلى عصمة الملك فاروق بعقد زواج رسمي قبل وفاته ببضع سنوات. وصافيناز ذو الفقار هو الاسم الحقيقي للملكة التي ولدت في الإسكندرية لعائلة ذو الفقار الشركسية المعروفة، واشتركت في الرحلة الملكية إلى أوروبا عام 1937 وأعلنت الخطوبة الرسمية بعد العودة وتم الزواج في أوائل 1938 وسط احتفالات شعبية كبيرة وأنجبت من الملك 3 بنات، هن: فريال وفوزية وفادية، وكانت محبوبة من الشعب المصري، وطلقها الملك فاروق عام 1948 . ويعد الكتاب الذي ينتمي إلى فئة المذكرات وثيقة تاريخية للكثير من الأحداث التي مرت بها آخر ملكات مصر، ويقع في 248 صفحة من القطع الكبير ويحمل غلافه بورتريه رسمه خصيصا الفنان المصري عبد العال، وصدر عن الدار المصرية اللبنانية، ويضم صورا تنشر للمرة الأولى من الأرشيف الشخصي للمؤلفة وصورا من معارض الملكة الراحلة. وتقول لوتس عبد الكريم في الكتاب: "هذا الخبر لا يعتبر سرا، إنما الملكة فريدة التي لم تشأ إذاعته عند حدوثه وأثناء إقامتها بمصر خشية أن يعرقل ذلك وجودها في البلد الذي عشقته طوال حياتها، لكنها والملك فاروق كانا يلتقيان، وهذا يدل على أن الحب القديم بينهما لم تطفئ جذوته الأيام، وأنها ظلت الأثيرة لديه وهو الأثير لديها، وهذا يفسر رفضها الارتباط بأي شخص كما يفسر بكاءها الشديد حينما تزور مقبرته". وربطت صداقة عميقة بين لوتس عبد الكريم والملكة فريدة، ووصل الأمر بمؤلفة الكتاب أن لازمتها ملازمة دائمة خلال آخر 5 سنوات من حياتها. ويضم الكتاب العديد من الوثائق مثل وثيقة إشهار طلاق الملكة فريدة من الملك فاروق وخطاب موجه من الملكة فريدة إلى قرينة الرئيس المصري سوزان مبارك، وقدر لهذا الخطاب ألا يصل إلى وجهته التي أرادتها الملكة وصور لجوازي سفر الملكة وأمها السيدة زينب ذو الفقار، كما يضم 150 صورة ووثيقة نادرة للملكة والملك وعائلتها وبناتها وأحفادها والمحيطين بها من المعارف وأصدقاء الفن والحياة. وتكشف لوتس عبد الكريم في كتابها "فريدة مصر" أن الملكة فريدة كانت ضحية ذكائها وملكاتها وطاقاتها، بل كانت تلك الطاقات والثورات الداخلية أقوى مما يحتمل الجسد الرقيق فخر تحت وطأة كل ما احتمل، وتسرد: "كان الصمت دائما يخيم على شقتها المتواضعة، ولكن الأمر تبدل بموتها، فالضجة تعالت واللغط ازداد والزوار الكثيرون قدموا وكأن الجميع لم يعرف أنها كانت ملكة إلا اليوم".