** فوز مهم ويستحقه المنتخب على زيمبابوى، لكن أليس كل فوز فى كرة القدم مهمًا؟ ألا تلعب الفرق المباريات والبطولات من أجل الفوز؟ لماذا يتردد دائمًا عند تحقيق فوز قبل أن يغادر قطار مباراة المحطة أنه فوز مهم، وليس مهمًا الأداء؟ لماذا لم تذهب تصريحات وآراء اللاعبين والنقاد إلى أن أداء المنتخب بصفة عامة هو سبب الفوز فى النهاية؟ ** ما تعريف الأداء؟ إنه امتلاك الكرة والسيطرة على المباراة، وصناعة الفرص، وهذا ما فعله منتخب مصر فى مواجهة زيمبابوى، إذ امتلك الكرة بنسبة 79% مقابل 21% لزيمبابوى، وتبادلها حوالى 600 مرة مقابل 120مرة لزيمبابوى. فأين كان منافس منتخب مصر أثناء المباراة؟ كان يرابط أمام منطقته مدافعًا، ومناضلًا، ورغم سيطرة منتخب مصر فى بداية المباراة لمدة 15 دقيقة، خطف برنيس ديوب هدفًا لفريقه من خطأ تمركز دفاعى من جانب حسام عبدالمجيد، ثم تعادل مرموش فى الدقيقة 64، وهو فى مركز الجناح الأيسر ومن زاوية صعبة أحرز التعادل. وما زلت أرى أن مرموش الجناح أفضل من مرموش فى مهام العمق.. وفى لحظة ما قبل نهاية اللقاء أضاف صلاح هدف الفوز المهم، وأنقذ المنتخب من تعادل لا يستحقه مع زيمبابوى. والواقع أن صلاح قدم العديد من الهدايا فى أوقات السيطرة الأولى للمنتخب على المباراة بتمريرات ساحرة. ** أهدرنا العديد من الفرص فى فترة البداية، وأهدرنا العديد منها طوال المباراة. فكم مرة واجهت المنتخب «مسألة الفرض الضائعة» ولماذا يسجل المنافسين أهدافًا فى مرمانا من أقل الفرص؟ إنها مشكلة الضغوط الدائمة على لاعبينا وعلى مدربينا، والأخطاء الدائمة من اللاعبين أيضًا، وهو أمر باتت الكرة المصرية تعانى منه. بجانب أنه فى كثير من المباريات تقع أخطاء دفاعية ترفع من درجات الضغط على أعصاب وتركيز لاعبى المنتخب كما حدث فى هذه المباراة، كما لو أن أخطاء الدفاع باتت إرثا فى الكرة المصرية. ** هناك قواعد بديهية فى تمركز المدافعين، وأولها أن يذهب المدافع للكرة ويحرم المهاجم المنافس منها قبل أن يتسلمها. فلا يقف بجواره ولا يقف خلفه، ويجب ألا تكون سرعة قدميه ضعيفة، ويجب ألا يكون تمركزه غير صحيح. وعلى الرغم من أن ذلك ألف باء دور المدافع فى منطقته، فإن الأخطاء مستمرة. وأذكر أن براعة مالدينى نجم منتخب إيطاليا، أنه كان يحرم المهاجم من استلام الكرة، ولا يستخلصها منه بعد أن يتسلمها. ** كان سحب إمام عاشور من المباراة والدفع بمصطفى محمد من علامات الاستفهام فى اللقاء. إذ إن عاشور كان أخطر مهاجمينا طوال فترة وجوده فى الملعب، قادمًا من الخلف مخترقًا دفاع زيمبابوى. وهنا يجب أن يكون دور وسط المنتخب أكبر من مجرد التفرغ للدفاع أو إفساد هجمات المنافس. فواجب وسط مصر أن يدافع ويستخلص الكرة، ثم يبنى الهجمات ويمرر، ويوزع. وهو دور يفرضه الهدف الأدنى، من مشاركة المنتخب فى البطولة، وهو تصدر المجموعة والتأهل للدور التالى. وأعتقد أن تكوين وسط المنتخب يحتاج إلى هذا المفهوم. ** وما زلنا نعانى من «الرتم السريع» الذى لا يتغير، فمتى نهاجم بهدوء، كما فعل منتخب جنوب إفريقيا فى الشوط الثانى من مباراته مع أنجولا. وهو فريق مساحات، ولا يجب أبدأ أن تترك له المساحات، وهذا يفرض جهدًا مضاعفًا على لاعبى المنتخب فى مباراة الجمعة المقبلة مع جنوب إفريقيا، وهى مباراة صدارة المجموعة بالتأكيد، كل التوفيق للمنتخب إن شاء الله.