-الشوبكي: ضعف الإقبال جرس إنذار للحكومة.. -فيتو الرئيس عزز نزاهة الانتخابات وزاد فرص المستقلين -السعيد: المرحلة الثانية أفضل من الأولى
شهدت المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، بعد إعلان نتائج المرحلة الأولى، والحصر العددي في اللجان العامة لجولة الإعادة، عددًا من الظواهر التي قد تؤثر على خريطة التوازنات الحزبية في المجلس المقبل، في ظل تراجع هيمنة بعض الأحزاب الكبرى وخسارتها نحو 66 مقعدًا، مقابل صعود لافت للمرشحين المستقلين. وخاض حزب مستقبل وطن المرحلة الثانية للانتخابات ب 65 مرشحًا، فاز ب56 مقعدًا، وخسر 9 مقاعد، فيما خاض حزب حماة الوطن انتخابات المرحلة ب 35 مرشحًا، فاز ب 13 مقعدًا، وخسر 22 مقعدًا، أما حزب الجبهة الوطنية فقد دفع ب 23 مرشحًا، فاز ب 13 مقعدًا، وخسر 10 مقاعد، وخاض حزب الشعب الجمهوري الانتخابات في ذات المرحلة ب 3 مرشحين، فحصد مقعدين وخسر أخر. كما حصدت أحزاب: المحافظين، والوفد، والمؤتمر، والعدل، والإصلاح والتنمية، والنور، والتجمع، مقعدًا لكل منها، بينما حصد المستقلون 50 مقعدا.
جرس إنذار للحكومة وأرجع مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو الشوبكي، خسارة الأحزاب لعدد من المقاعد لصالح المرشحين المستقلين إلى بعض الأزمات الداخلية التي تواجه الأحزاب، وضعف دورها السياسي، إضافة إلى اختيار مرشحين غير أكفاء أو بدون شعبية كافية على الأرض. وقال الشوبكي ل"الشروق"، إن هناك ضرورة لمراجعة المعايير التي وضعتها الأحزاب لاختيار مرشحيها، مؤكدًا استفادة المرشحين المستقلين من هذه الإشكاليات، مما ساعد في حصدهم عدد مقاعد كبير. ولفت إلى أن بيان الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن المخالفات التي شهدتها بعض دوائر المرحلة الأولى ساهم في إحداث تأثير على نتائج المرحلة الثانية، موضحا" "البيان الرئاسي عزز نزاهة العملية الانتخابية، وفرص المرشحين المستقلين، وأكد خوض الانتخابات وسط منافسة عادلة مع المرشحين الحزبيين، على الرغم من وجود شكاوى تتعلق بالمال السياسي وشراء الأصوات". وعن تفاوت نسب الإقبال بين عدد من الدوائر، بين الشوبكي، أن نسبة المشاركة بشكل عام كانت ضعيفة مقارنة بأعداد من يحق لهم التصويت، قائلا: "حينما لا تتجاوز نسبة المشاركة 2% في بعض المناطق، فهذا يمثل إشكالية كبيرة". وتعليقا على نسب المشاركة الكبيرة نسبيا التي حققتها دوائر في الدقهلية والشرقية، قال الشوبكي: "حتى لو وصلت نسبة المشاركة إلى 20% و 25% في محافظات الدلتا فإن هذه النسبة لا تزال ضعيفة، في حين أن نسب المشاركة في دوائر القاهرة تكاد تكون شبه منعدمة". وأوضح أن نسب الإقبال الضعيفة من المواطنين على المشاركة في الانتخابات تمثل جرس إنذار للحكومة على وجود أزمة في شعور المواطنين بجدوى العملية الانتخابية. جدير بالذكر أن نتائج اللجان العامة أظهرت تباين لافت في نسب المشاركة بين الدوائر الانتخابية، من حيث حجم الإقبال على صناديق الاقتراع. وحول تأثير صعود المستقلين على أداء مجلس النواب المقبل، قال الشوبكي، إن المجلس المقبل لن يشهد أي تغييرات في أدائه حتى لو تحسنت فرص المستقلين، مضيفا: "المرشحين المستقلين حصدوا المقاعد بأرقام هزيلة، وأيضًا الحزبيين، وبالتالي فوز المرشحين بهذه النسب الضعيفة يجعلنا نتوقع أنه لن يحدث تغير في أداء البرلمان المقبل".
ضعف التنافسية بدوره، قال الكاتب الصحفي، أكرم الألفي، إن نسب المشاركة لا تؤثر على قوة البرلمان، ولكنها تعبير عن ضعف التنافسية في المجتمع، لافتًا إلى أن محافظة القاهرة كانت الأقل تنافسيًا في انتخابات مجلس النواب، لأن غالبيتها من الطبقة الوسطى، وإمكانية الرشاوى الانتخابية بها أقل عن باقي المحافظات". وأضاف الألفي ل"الشروق" أن ضعف الإقبال على انتخابات المرحلة الثانية كان متوقعًا، موضحًا أن دائرة المطرية في القاهرة شهدت مشاركة معقولة، بسبب التنافسية ببن المرشحين بالدائرة، مما يعطي دليلا على أن الحشد في الانتخابات بالطرق القديمة أصبح شبه مستحيلة. وأوضح أن صعود المستقلين وخسارة الأحزاب الكبرى لمقاعد كبيرة يعود إلى غياب الأحزاب عن الشارع وعدم وجود معارك سياسية حقيقية، وأن المواطنين انتخبوا أشخاصًا وليس أحزابًا، معتبرا أن فوز المرشح أو خسارته ليس انعكاسًا لقوة الحزب بل لقوة الشخص نفسه. وأشار إلى أن الانتخابات المقبلة تحتاج إلى تكثيف دور الأحزاب السياسية، مضيفًا أن انتخابات مجلس النواب 2025 يمكن أن تحمل عنوان: "ضرورة عودة السياسة".
المرحلة الثانية أفضل من جانبه، قال محمود السعيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الدولة حرصت على أن تعكس الانتخابات إرادة المواطنين، مؤكدا أن تدخل الهيئة الوطنية للانتخابات ساعد في تصحيح أي خلل لضمان سير الانتخابات وفق القواعد القانونية. وأكد السعيد ل"الشروق" أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي كان لها أثر إيجابي على العملية الانتخابية، خصوصًا في المرحلة الأولى التي شهدت نسب مشاركة ضعيفة بسبب الإعادة، موضحا أن المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب كانت أفضل من الأولى، نتيجة الحرص على سير الأمور في المسار الصحيح.