الشوبكى: على الأحزاب الكبرى إعادة النظر فى اختيار مرشحيها.. شيحة: الناخب يسعى لإحداث التوازن.. الألفى: بدون تجاوزات يفوز المستقلون أثارت نتائج الحصر العددى الذى أعلنته اللجان العامة، لانتخابات مجلس النواب فى الدوائر ال19 الملغاة، وفى جولة الإعادة بدائرة إطسا فى الفيوم، جدلًا واسعًا وتساؤلات بشأن التفوق الملحوظ للمرشحين المستقلين على حساب مرشحى الأحزاب فى بعض الدوائر، وحصول بعضهم على أرقام مرتفعة قبل إلغاء الدوائر، فيما تراجعت نسب التصويت لهم بشكل كبير بعد الإعادة. وقال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو الشوبكى: إن تفوق المستقلين الواضح على مرشحى الأحزاب الكبرى؛ يعود إلى قلة عدد مرشحى أحزاب المعارضة، موضحًا أن التنافس فى فترات كثيرة يكون بين المستقلين والأحزاب المؤيدة للحكومة. وأضاف الشوبكى ل«الشروق» أن تفوق المستقلين يعد رسالة قاسية للأحزاب المؤيدة للحكومة بضرورة إعادة النظر فى طريقة اختيار مرشحيها، وأن تضع معايير قائمة على الشعبية، مؤكدًا أن المستقلين لديهم رصيد شعبى تجاهلته الأحزاب. وأشار الخبير بمركز الأهرام، إلى أن ضعف نسب المشاركة يعكس شعور المواطنين بعدم جدوى الانتخابات، وأنها لن تحدث تغييرًا فى الوضع الاقتصادى أو السياسى. واعتبر، أن حصول بعض المرشحين الذين حققوا أرقامًا مرتفعة قبل إلغاء الدوائر تراجعت نسب التصويت لهم بشكل كبير بعد الإعادة، يشير إلى وجود علامات استفهام على نزاهة المرحلة الأولى، وأن قرار الإعادة صائب لتصحيح ما جرى. ورأى رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، عصام شيحة، أن سر تفوق أغلب المرشحين المستقلين على مرشحى الأحزاب، يرجع لاستنادهم على قواعد شعبية وقبلية كبيرة، أو كانوا نوابا سابقين، بعكس مرشحى الأحزاب لأن أغلبها لا تستند إلى قواعد شعبية كبيرة. وأضاف شيحة ل«الشروق»، أن الناخب ذكى ويسعى إلى إحداث نوع من التوازن داخل البرلمان القادم، ولإجراء هذا التوازن يحرص على انتخاب معارضة وطنية أو اختيار المستقلين القادرين على قضاء خدماته. ولفت إلى أنه منذ معرفة مصر للانتخابات البرلمانية / والناخب المصرى، يميل بشكل عام للمرشح الفردى المستقل، لأنه قادر على الوصول له ومحاسبته بمجرد أنه انتخبه، فى ظل غياب المجالس المحلية، أما المرشح الحزبى معروف أنه جاء فى الانتخابات على قوة الحزب لأنه «تبرع للحزب». واعتبر شيحة، أن نسب المشاركة فى 20 دائرة انتخابية كانت ضعيفة لانسحاب بعض المرشحين من العملية الانتخابية، ولصعوبة خروج الناخب لأكثر من مرة لصناديق الاقتراع، ما لم يكن هناك محفز. وأكد أن تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى، منح الانتخابات البرلمانية تنفسًا صناعيًا أعادها للحياة، لكن فى الغالب حامت حولها الشبهات، مضيفًا أن الانتخابات البرلمانية فى مصر كانت تعانى من مشاكل، فهذه ليست المرة الأولى، لكن هذه الدورة توافرت فيها إرادت سياسية للتصحيح، مضيفًا أن هذا التصحيح أنقذ الانتخابات. واتفق الكاتب الصحفى أكرم الألفى، مع الرأى القائل بأن تدخل الرئيس السيسى لمراجعة نتائج المرحلة الأولى أعاد الروح للحياة السياسية. وأوضح الألفى ل«الشروق»، أن التراجع الحاد فى أصوات بعض المرشحين فى الدوائر الملغاة، بعد الحصول على آلاف الأصوات سابقا، يكشف حقيقة أن خسارة مرشحى الموالاة كانت بسبب غياب الحشد الزائف والتلاعب، مما أفرز مرشحين مستقلين أو مرشحين للأحزاب المؤيدة، أو المعارضة، أو يعبرون عن إرادة الناخبين لا الهندسة الانتخابية. وأشار الألفى إلى أن تراجع أصوات المعارضة يعود إلى رفض عدد من كوادرها خوض انتخابات النظام الفردى. ودعا إلى ضرورة إعداد كوادر معارضة جديدة قادرة على المنافسة مستقبلاً. ورأى أن المعارضة بدت بروح انهزامية ولم تتوقع تدخل الرئيس لتحسين المناخ. وأرجع تفوق المستقلين إلى أن كثيرًا من المرشحين الحزبيين كانوا واثقين من الانتصار دون معركة انتخابية حقيقية. وشدد على أن ما حدث وما سيحدث هو إنجاز يُحسب للرئيس السيسى. وبحسب الحصر العددى، فتفوق المستقلين، كالآتى، بدائرة إطسا، تقدم مصطفى البنا (مستقل) وحسام خليل (مستقل)، على ياسر سلومة (حماة الوطن) وأكرم شعت (مستقبل وطن)، وفى دائرة بندر الفيوم، تقدم على أيوب (مستقل) على محمد محمود (مستقبل وطن)، ثم جاء محمد فؤاد زغلول (مستقل) وسيد سلطان (الشعب الجمهورى) لتُجرى الإعادة بين مرشح الشعب الجمهورى وأحد المرشحين المستقلين. وفى دائرة المراغة تفوق مصطفى مريزق (مستقل)، وحجاج البينى (مستقل) مرشح (حماة الوطن) هاشم محمد هاشم، وفى دائرة المنشأة تفوق المرشحان المستقلان إسماعيل أبو كريشة، وفيصل الشيبانى، على عاطف كعربان (مستقبل وطن)، وفى دائرة إمبابة، فاز أحمد العجوز (مستقل)، فيما تُجرى جولة الإعادة بين نشوى الديب (مستقلة) ووليد المليجى (مستقبل وطن).