انعقدت أعمال الدورة العادية (63) لمجلس وزراء الصحة العرب ومكتبه التنفيذي، اليوم الخميس، في العاصمة الليبية طرابلس، بمشاركة عدد من وزراء الصحة العرب، وسفراء الدول الأعضاء، ورؤساء وفود الدول العربية. وانعقد المكتب التنفيذي للمجلس، برئاسة الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء لشئون التنمية البشرية، وزير الصحة والسكان ، وعضوية كل من البحرين والعراق والسعودية وقطر وجمهورية القمر المتحدة، وليبيا بصفة مراقب، وتم بحث واعتماد مشروع جدول أعمال الدورة العادية (63) للمجلس وإعداد مشاريع القرارات الخاصة بالبنود المدرجة على جدول أعماله. كما انعقد المجلس، برئاسة الدكتور محمد الغوج، وكيل عام وزارة الصحة الليبية المكلف بمهام وزير الصحة، وبحضور وزراء الصحة ورؤساء الوفود بالدول الأعضاء. وشهد الافتتاح كلمة رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، وكلمات رئيس الدورة السابقة للمجلس الدكتور صالح مهدي الحسناوي وزير الصحة العراقي، ووزير الصحة في ليبيا رئيس الدورة الحالية، والدكتور خالد عبد الغفار رئيس المكتب التنفيذي، وكلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والتي القتها المستشار ميساء هدمي مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية، مسئول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب، إضافة إلى كلمة مسجلة من قبل الدكتورة حنان بلخي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وشهدت الجلسة الافتتاحية تسليم جائزة الطبيب العربي التي حازت عليها كل من مصر والسعودية، وجائزة التمريض والقبالة والتي حازت عليها مصر والسعودية والمغرب، تقديرا وعرفانا لما يقدموه اطباؤنا وممرضينا العرب من جهود إنسانية وعلمية نبيلة. كذلك شهدت الجلسة عرضا لتبادل التجارب العربية الناجحة والرائدة في المجالات الصحية، وهي من أهم المواضيع التي تعكس روح التعاون وتبادل الخبرات وقصص النجاح بين دولنا العربية لتعزيز النظم الصحية، حيث قدمت ليبيا عرضاً حول " مركز المعلومات والتوثيق الصحي التابع لوزارة الصحة في تطوير نظام المعلومات الصحية باستخدام نظم المعلومات الصحية المناطقي"، ومصر عرضاً حول طريق مصر نحو القضاء على التهاب الكبد الفيروسي "سي" وحصولها على الشهادة الذهبية لخلوها من فيروس سي، كأول دولة على مستوى العالم، كما قدمت تونس عرضاً حول " التطعيم الإلكتروني "، والجزائر عرضاً حول "تجربة الجزائر الرائدة في مكافحة المخدرات"، كما تم إقرار التجارب الناجحة والرائدة للعرض أمام الدورة العادية (65). وقد ناقش المجلس عددا من المواضيع الصحية الهامة وفي مقدمتها دعم النظام الصحي في دولة فلسطين، من خلال توفير مستشفيات ميدانية بشكل عاجل إلى دولة فلسطين، هذا بالإضافة إلى إقرار المجلس للاستراتيجية العربية لتطوير الرعاية الصحية الاولية وطب الاسرة 2026 – 2030، ودعم إعداد الاستراتيجية العربية لتعزيز دور الكفاءات الصحية العربية المهاجرة في دعم القطاعات الصحية، ومتابعة تنفيذ الاستراتيجية العربية حول اتاحة خدمات الصحة العامة في سياق اللجوء والنزوح في المنطقة العربية. وتأسيس مركز عربي إقليمي للوبائيات التطبيقية، ومستجدات التحضير لأعمال اللجنة العربية للتأهب والاستجابة للطوارئ، وتوحيد الجهود العربية لمكافحة المخدرات، كما ناقش المجلس قرار القمة العربية التنموية بشأن الاستثمار في الموارد البشرية الصحية، وقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي بشأن تعزيز الحق في تنظيم الاسرة في الدول العربية وتحليل التحديات والفرص المرتبطة بانخفاض معدلات الخصوبة، وتنظيم المنتدى الوزاري العربي الأول للصحة والبيئة المقرر أن تستضيفه المملكة المغربية عام 2026، وكذلك الاطلاع على تقارير الهيئة العربية لخدمات نقل الدم، والمجلس العربي للاختصاصات الصحية، والمركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية، ومشروع نص الكلمة الموحدة لمجلس وزراء الصحة العرب أمام الدورة 79 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية بجنيف/ مايو 2026. من جهته، أشار السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية خلال كلمته إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ليس كارثة طبيعة، أو أزمة إنسانية، بل هي جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان، ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وسياسة عدوانية إسرائيلية ممنهجة تستهدف قتل الإنسان، وتفكيك مقومات الحياة، وفي القلب منها المنظومة الصحية، باعتبارها أحد أعمدة الصمود الوطني، فقد دمرت إسرائيل أكثر من 80% من البنية التحتية الصحية في قطاع غزة، وإخراج غالبية المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة، في انتهاك جسيم لمبادئ القانون الدولي الإنساني وحماية المنشآت والطواقم الطبية. كما أوضح أن هذا الاستهداف الممنهج أسفر عن واقع صحي كارثي، تمثل في انهيار خدمات الرعاية الصحية، وتوقف الإمدادات الطبية المنتظمة، وتعطل برامج التطعيم، وتفشي المجاعة وارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد، لا سيما بين الأطفال، وانتشار الأمراض المعدية، وتفاقم الأزمات النفسية.