• حظر الكتب وتأميم المناهج وسرقة الأعمال الفكرية لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي تهديد مباشر لحرية النشر كشفت رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، جفانتسا جوبافا، في كلمتها خلال حفل افتتاح معرض إسطنبول الدولي للكتاب المقام في الفترة من 13 إلى 21 ديسمبر الحالي ، عن التحديات المتزايدة التي تواجه حرية النشر حول العالم، مؤكدة أن الدفاع عن هذه الحرية يشكل جوهر صناعة النشر منذ نشأتها. وألقت "جوبافا" كلمة ترحيبية في حفل الافتتاح بصفتها رئيسة للاتحاد الدولي للناشرين، وذلك بدعوة من جمعية الناشرين الأتراك، موضحة أن حرية النشر تعود جذورها إلى البدايات الأولى لقطاع النشر، حين أقدم الناشرون الشجعان على نشر كتب تحمل أفكارًا تتعارض مع الأفكار السائدة والسلطات القائمة في عصورهم. وأشارت إلى أن حقوق الملكية الفكرية تُستخدم يوميًا لحماية حقوق الكتب، والترجمات، وتحويل الأعمال إلى أفلام أو عروض مسرحية، مؤكدة أنه لا يزال هناك أشخاص شجعان يواجهون الحقائق المقبولة في عصرهم ويطرحون أفكارًا جديدة. وأوضحت أن جائزة حرية النشر، التي بدأت تحت مسمى "جائزة حرية النشر" ثم أصبحت اليوم "جائزة فولتير:، كرّمت خلال العقدين الماضيين عددًا من أشجع الناشرين في العالم، من بينهم الناشر التركي راغب زرقلو، ودار النشر التركية إيفرنسل، والناشر التركي والناقد الأدبي تورهان جوناي، إلى جانب ناشرين من فيتنام وبيلاروس ومصر ولبنان وهونغ كونغ وتايلاند. وأضافت أن العديد من هؤلاء الناشرين واجهوا الترهيب والمضايقات والسجن وما هو أسوأ من ذلك، مشيرة إلى أنهم يدركون تمامًا المخاطر المرتبطة بالأعمال التي ينشرونها، ومع ذلك يواصلون النشر حفاظًا على تقليد عريق يتمثل في إصدار كتب تتحدى مجتمعاتها. ولفتت إلى أن قصص هؤلاء الناشرين تمثل مصدر إلهام، لكنها في الوقت نفسه تحمل قدرًا كبيرًا من الحزن بسبب التضحيات التي قدموها من أجل نشر أعمال الآخرين. كما صرحت بأن الحكومات وشركات التكنولوجيا تدرك أهمية دور النشر، لكنها في المقابل تقوم بحظر الكتب، وسرقة الأعمال الأدبية لاستخدامها في تدريب الآلات والذكاء الاصطناعي، فضلًا عن تأميم نشر الكتب التعليمية، مؤكدة أن هذا الإجراء اتُّخذ مؤخرًا في بلدها جورجيا. وأشارت إلى أنها منذ عام 2013 تشارك بشكل شخصي في جهود الناشرين الجورجيين لحماية السوق الحرة للكتب المدرسية، مؤكدة إيمانهم المستمر بأن الكتب البديلة التي تُنتج عبر منافسة مفتوحة تُعد ضرورية للتحسين المستمر، وتعزيز النظام التعليمي، وتخريج جيل جديد من المفكرين الأحرار. وقالت إنه في دول مثل جورجيا، حيث تحاول الحكومة — بحسب وصفها — إقامة نظام سلطوي، لا تُعد تنشئة مواطنين أحرار أولوية، مشددة على أن هذا الواقع يفرض على المنظمات الأعضاء في الاتحاد الدولي للناشرين الاعتماد على نقاط قوتها الأساسية، المتمثلة في الخبرات المشتركة، وإتاحة المعلومات، وشبكة العلاقات، من أجل العمل المشترك وتحويل دروس الإخفاقات والنجاحات إلى أداة للمقاومة وميزة استراتيجية. وفي ختام كلمتها، أوضحت "جوبافا" أن تأميم الكتب المدرسية في جورجيا من شأنه أن يدمر سوق النشر التعليمي؛ فمثل هذه المواد الخاضعة لسيطرة الحكومة، والتي يسهل تحويلها إلى أدوات أيديولوجية، لا يمكن أن تخدم مجتمعًا يسعى إلى الحفاظ على حريته. ومع ذلك، فقد أكدت أن الناشرين الجورجيين سيواصلون النضال، كما فعلوا في قضايا عديدة أخرى، من خلال التكاتف ورفض القبول بقرار الحكومة الجائر، وأضافت: "أعتقد أنه إذا كان المجتمع يتوقع أي شيء من الناشرين، فهو الاستعداد للدفاع عن تلك الحرية، ونحن ملزمون بتلبية هذا التوقع".