نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة ندوة بعنوان "السينما السعودية: رهانات الأصالة والاعتراف" ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2025، وحلّ ضيفًا عليها الناقد السعودي الدكتور علي زعلة، وأدارها سعود المقحم. قدم زعلة قراءة نقدية لمسار السينما السعودية، مستعرضًا إشكالية الموازنة بين الهوية المحلية ومتطلبات الوصول إلى المهرجانات العالمية، مستهلاً حديثه بجولة تاريخية في بدايات السينما بالمملكة. وأوضح أن صناعة الأفلام في السعودية ليست حديثة، بل تعود جذورها إلى عام 1952، حين أنتجت شركة أرامكو فيلمًا توعويًا عبر قسمها الطبي لمكافحة أمراض مثل الملاريا، وكان الإعلان عن عرضه يتم عبر سيارة تجوب الشوارع لإبلاغ الجمهور، واستمر إنتاج هذا النوع عامين. وأشار زعلة إلى محطة مفصلية أخرى، مؤكّدًا أن عبدالله المحسن يُعد أول مخرج ومنتج للفيلم السعودي عام 1396ه، حين قدم فيلم "الصرخة" الذي عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي. وأضاف أن الظهور الأوسع للسينما السعودية جاء عام 2008 مع النسخة الأولى من مهرجان الأفلام السعودية، الذي أُقيم بالتعاون بين نادي الشرقية الأدبي وجمعية الثقافة والفنون بالشرقية، قبل أن يتوقف المهرجان 11 عامًا، لتبدأ مرحلة جديدة عام 2017 بعد السماح رسميًا بفتح دور السينما. وبين الناقد أن غالبية الأفلام في المراحل الأولى كانت جهودًا فردية أو مبادرات محدودة، لكنها نجحت في تحقيق حضور لافت، وحصدت جوائز عربية ودولية، وساهمت اقتصاديًا بتحقيق إيرادات تصل إلى نحو 100 مليون ريال خلال السنوات الماضية. وتوقف زعلة عند ملامح عدد من الأفلام السعودية المعروضة، مشيرًا إلى أن بعضها نجح في عكس الهوية السعودية من خلال المكان والملبس والتراث، ومرجحًا أن فيلم "هوبال" الأبرز بينها، نظرًا لما حققه من أثر ونجاح جماهيري، إذ بلغت إيراداته نحو 25 مليون ريال. واختتمت الندوة بتفاعل واسع من الحضور، الذي شارك عبر مداخلات وأسئلة ناقشت واقع السينما السعودية وآفاق تطورها المستقبلية.