قال الدكتور حسين حمودة أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب جامعة القاهرة، إن اختيار الروائي إبراهيم عبد المجيد لدراسة الفلسفة جاء بدافع بسيط لكنه شديد الدلالة، إذ أراد أن يلتحق بالقسم نفسه الذي درس فيه الأديب العالمي نجيب محفوظ. وأضاف حمودة، خلال احتفالية دار الشروق بعيد ميلاد إبراهيم عبد المجيد، أنه اكتشف لاحقًا أن كليهما من مواليد الشهر نفسه، معتبرًا أن بينهما أكثر من قاسم مشترك، مردفا: "وهذا ليس من باب المقارنة أو المجاملة". وأوضح حمودة، أن أول هذه السمات هو الإخلاص لمشروع أدبي كبير وممتد، يتم بناؤه عبر مسيرة طويلة متصلة. والثانية هي التجدد الدائم؛ فكلاهما يمتلك مكتبة أعمال واسعة ومتنوعة، ومع ذلك يظل كل منهما مشغولًا بالبدء من جديد، والكتابة بطرق مختلفة، وبإحداث نقلات حقيقية في مسيرته منذ بدايتها. وأشار إلى اشتراكهما في الدأب والانضباط الشديد في الكتابة، موضحًا أنهما في السنوات التي لا تشهد عملًا كبيرًا، فإنهما يحافظان على قيمة الاستمرارية وإصدار عمل تقريبًا كل عام. وتوقف حمودة، أمام قيمة أخرى تجمع بينهما، وهي التفاؤل والحس الاجتماعي؛ فعبد المجيد—مثل محفوظ—يحرص دائمًا على علاقته الطيبة مع الناس، مشيرًا إلى حرص عبد المجيد على التواصل مع قراءه وأصدقاءه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتهنئتهم في المناسبات المختلفة، رغم انشغاله المستمر بكتابة مقالاته ورواياته. وأشار إلى اشتراكهما كذلك في ذات البرج "القوس"، وهو يتميز بالحكمة في التعامل وهى الصفة التي يتشابه فيها عبد المجيد مع الأديب الكبير نجيب محفوظ. وفي ختام حديثه، قال حمودة: "أنا بقدر إبراهيم، وبستنى كتبه زي ما كلنا بنستناها"، موجهًا الشكر للمهندس إبراهيم المعلم على الاحتفالية التي اعتبرها «رسالة تطمين» لعبد المجيد بأن هناك من يحبونه وجاءوا خصيصًا على الرغم من بعد المسافات للاحتفال به وبتاريخه. جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها دار الشروق، اليوم الأربعاء، في مقرها الرئيسي، بمناسبة عيد ميلاد الكاتب والروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد. وقد شهدت المناسبة أجواء دافئة حضرها نخبة من الكتاب والمثقفين وأصدقاء مسيرته الإبداعية، إلى جانب زوجته وعدد من محبيه وأعضاء أسرة دار الشروق، الذين شاركوا في الاحتفاء بمسيرته الطويلة وما قدمه للأدب العربي من مؤلفات بارزة. وحضر الأمسية المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، وأميرة أبو المجد، مدير النشر والعضو المنتدب، وتيسير سمك زوجة الكاتب، بالإضافة إلى الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، والدكتور حسين حمودة، الكاتب الصحفي سيد محمود، الكاتب مصطفى الطيب، وسامح سامي، رئيس القسم الثقافي بجريدة الشروق، الكاتب ماهر حسن، رئيس القسم الثقافي بجريدة المصري اليوم، والكتاب الصحفيون إيهاب مصطفى ومحمد السرساوي. كما شارك في اللقاء أحمد بدير، العضو المنتدب لدار الشروق، ومحمد بنداري، مدير القطاع المالي، ومحمد خضر، مدير المبيعات، إلى جانب الفنان ومصمم الأغلفة محمود عبده، ونانسي حبيب، مسئولة النشر، وسونهام صالح، وعمرو عز الدين، مسئول التسويق بالدار. وجاء الاحتفال تقديرًا لمسيرة إبراهيم عبد المجيد الأدبية الممتدة، وما قدمه من أعمال شكلت جزءًا من الذاكرة الروائية العربية، واحتفاءً بعلاقته الطويلة مع دار الشروق التي نشرت عددًا من أهم مؤلفاته أبرزها ثلاثية الإسكندرية.