رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن مشاركة المنتخب الجزائري في مسابقة كأس العالم لكرة القدم كممثل وحيد عن الشرق الأوسط قد تعتبر تحليلا مميزا عن المنطقة، مؤكدة أن البعض ربما يعتقد أن الجزائر سوف تحمل آمال العالم العربي على أكتافها، غير أن الأكثر تعقيدا أن أحدا في القاهرة لن يحمل علم بلد يعتبرونها عدوا لهم. وقالت المجلة -على لسان الكاتب جيمس مونتاج- إن الأخوة العربية تعاني من حالة نقص خطير في مواردها، حيث إن الشرق الأوسط مقسم أكثر من أي وقت مضى، مؤكدة أن الملايين من العرب والأكراد والفرس سيشاهدون أول مونديال تستضيفه قارة أفريقيا بينما هم مختلفون حول من سيشجعون بعد أن فشلت في التأهل إلى المونديال جميع منتخبات المنطقة. وأضافت "فورين بوليسي" أن من يتمكن من فهم كرة القدم يتمكن من إدراك الشرق الأوسط، حيث إن لديها القدرة على تفريق الأشخاص مثلما تتمكن من توحيدهم، معتبرة أن لا شيء يصور مدى تفرق المنطقة أفضل من أحداث القاهرة والسودان في المباريات المؤهلة إلى كأس العالم بين المنتخبين المصري والجزائري أو باقي مباريات منتخبات المنطقة الأخرى. وضربت المجلة مثلا بفريق لبنان الذي تسيره المصالح الطائفية، حيث يدير حزب الله والسنة والموارنة والدروز كل على حدة ناديا خاصا به، وعليه فإن كل عطلة تعد بمثابة حرب أهلية مصغرة، لدرجة أن كرة القدم في لبنان تمارس خلف الأبواب المغلقة، حيث يُمنع المشجعون من حضور تلك المباريات خشية اندلاع أعمال عنف، ولذلك فإن إعداد فريق قومي في مثل تلك الظروف يعتبر ضربا من الخيال. وأضافت الصحيفة أنه مع ازدياد الأخبار حول تأثير كرة القدم في توحيد الشعوب خلال الأسابيع القليلة القادمة وكيف أن اللعبة الحلوة يمكنها تجميع الأمم والشعوب، فإن في بعض الحالات -مثلما حدث في القاهرة- يمكن أن تكون الكرة قوة مدمرة لترسيخ التحيز، حيث توقعت أن يبدي المصريون قليلا من مظاهر الأخوة حينما تواجه الجزائرالولاياتالمتحدة في أرض الملعب.