قبل عدة أيام من المباراة المرتقبة بين منتخبى مصر والجزائر فى الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات المرحلة النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا، احتلت المباراة التى اعتبرها البعض أهم مباراة تجمع بين فريقين عربيين منذ بداية القرن الحادى والعشرين، كما أنها أول مرة يصل فيها منتخب مصر إلى المدى البعيد فى تصفيات المونديال منذ ما يقرب من 20 عاما مع الوضع فى الاعتبار أن تصفيات 2002 كان موقف الفراعنة فيها أصعب من الموقف الحالى بكثير، بل يكاد لا يقارن بها تقريبا. وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية: أولت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية اهتماما خاصا بالمباراة، ووصفتها بأنها المباراة التى سوف تحدد هوية أحد الفرق الأفريقية المتأهلة إلى كأس العالم فى جنوب أفريقيا. وقال جيروم بوجماير، المحرر فى الوكالة الأمريكية فى تقرير عن المباراة: «المنتخب الجزائرى لم يتأهل إلى كأس العالم منذ 1986، ومنتخب مصر لم يتأهل إلى كأس العالم من 1990، أى أن كلا المنتخبين لم يذق طعم المونديال منذ 20 عاما على الأقل، هذا يعطى للمباراة أهمية أكبر من كونها مباراة سوف تحدد نتيجتها فريقا ليتأهل إلى كأس العالم». وأضافت الوكالة الأمريكية: «يمتلك منتخب مصر مجموعة متميزة من اللاعبين، تلعب إلى جوار بعضها البعض منذ ما يزيد على 5 سنوات، وحققوا معا بطولة كأس الأمم الأفريقية مرتين متتاليتين عامى 2006 فى مصر و2008 فى غانا، ويتبقى لهذا الجيل التأهل إلى كأس العالم ليحقق ما لم يحققه أى جيل كروى فى مصر أبدا». وأشار التقرير إلى أن مصر كثيرا ما تصادف سوء حظ أو عدم توفيق فى التصفيات، وأنها تفرط فى الكثير من النقاط أمام فرق ليست على القدر الكبير من القوة. وكالة الأنباء الفرنسية أما وكالة الأنباء الفرنسية، فقد اهتمت بالمباراة بشكل أكبر نظرا لأنها تقدم خدماتها الإخبارية باللغة العربية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وحرصت الوكالة على متابعة أخبار المنتخب خلال الأسبوع الماضى، ونشرت خبرا تحت عنوان «اكتمال صفوف منتخب مصر لمباراته المصيرية مع نظيره الجزائرى» فور انضمام عبدالظاهر السقا ومحمد زيدان ومحمد شوقى وهم الثلاثى المحترف فى صفوف المنتخب المصرى إلى المعسكر المغلق للفريق. وقالت داخل الخبر: «اكتملت صفوف المنتخب المصرى لكرة القدم بعودة المحترفين استعدادا لمباراته المصيرية مع نظيره الجزائرى على استاد القاهرة، وانضم إلى المنتخب المصرى محمد زيدان لاعب بروسيا دورتموند الألمانى ومحمد شوقى لاعب ميدلسبره الإنجليزى وعبدالظاهر السقا لاعب نادى أسكيشهير التركى». وأشارت الوكالة الفرنسية إلى قرار الجهاز الفنى للمنتخب المصرى بقيادة حسن شحاتة الابتعاد عن الإعلام وفرض سياج حول التصريحات سواء من الجهاز الفنى أو اللاعبين، والاكتفاء بإصدار نشرة يومية عن أحوال الفريق وتدريباته توزع على وسائل الإعلام والصحف. شبكة الأخبار الأمريكية سى. إن. إن أبرز ما جاء فى تغطية ال«سى. إن. إن» هو تعقيبها على نتيجة قرعة الدولة التى سوف تستضيف المباراة الفاصلة فى حالة الحاجة إليها، والتى أسفرت عن أن السودان سوف تكون هى صاحبة الضيافة فى هذه المباراة، وقالت الشبكة معقبة على ذلك: «جاء اختيار السودان لتكون هى صاحبة الضيافة للمباراة الفاصلة بين مصر والجزائر فى حالة اللجوء إليها لتكون فوزا معنويا مهما للمنتخب المصرى على نظيره الجزائرى قبل المباراة الرسمية فى استاد القاهرة». وأعدت الشبكة الأمريكية تقريرا عن المباراة حول المواجهات السابقة التى جمعت المنتخبين، وعددها 25 مواجهة، وقالت فيه: «بداية من أول لقاء جمع بين مصر والجزائر على المستطيل الأخضر، فى يوليو من عام 1963، نجح المنتخب المصرى فى الفوز ب6 مباريات، والمنتخب الجزائرى فى الفوز ب9 مباريات، وانتهت 10 مباريات بينهما بالتعادل، ونجح محاربو الصحراء وهو اسم يُطلق أيضا على منتخب الجزائر، فى هز شباك مرمى المنتخب المصرى 32 مرة، بينما سجل المصريون 29 هدفا فى مرمى الجزائريين». وقامت النسخة العربية من موقع ال»سى .إن. إن» بعمل لقاء مع سمير زاهر رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم، ونقلته عنها عدة وسائل إعلام فى مقدمتها النسخة الإنجليزية من موقع الشبكة. وقال زاهر فى حواره مع ال«سى. إن. إن.»: «إن حالة التوتر والاحتقان بين الجماهير المصرية والجزائرية سببها رغبة كل جمهور فى رؤية منتخب بلاده فى كأس العالم، وأن هذا الاحتقان تاريخى بين دول شمال أفريقيا الخمسة وليس بين مصر والجزائر فقط، وأن المنتخب الجزائرى سيلقى أفضل معاملة فى مصر ولن تتم المعاملة بالمثل كما كانوا يعاملوننا عندما لعبنا باستاد البليدة». وأشار زاهر إلى أن وسائل الإعلام فى مصر والجزائر لعبت دورا رئيسيا فى زيادة حدة التوتر بين الجماهير، ولكن هذا الاحتقان سينتهى بنهاية المباراة فى ظل العلاقات القوية على المستوى السياسى، وأكد ثقته فى وعى الجماهير المصرية خلال اللقاء وأنها استوعبت درس «طوبة زيمبابوى». وأضاف: «أنا مطمئن بدرجة كبيرة لحالة المنتخب المصرى قبل اللقاء المهم والحاسم، خصوصا أن الخبرات كبيرة بين صفوف منتخبنا وهو ما يمنحنا الأفضلية، بالإضافة إلى المساندة الجماهيرية الكبيرة فى استاد القاهرة كما عودنا جمهور مصر الكبير، والتاريخ يقول إن منتخب الجزائر لم يسبق له الفوز على منتخب مصر فى أى لقاء داخل مصر على كل المستويات، وهو ما يمنحنا ثقة أكثر، كما أن فوز مصر على الجزائر بفارق ثلاثة أهداف ليس أمرا مستحيلا، ثم لماذا لا نكرر فوزنا بخمسة أهداف كما سبق فى تصفيات كأس العالم عام 2001 فى استاد القاهرة». صحيفة واشنطن بوست الأمريكية وأعدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بدورها تقريرا عن المباراة ضمن عدة تقارير أعدتها عن الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم فى العالم كله. وقالت عن مباراة مصر والجزائر: «تشهد المجموعة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2010 فى القارة الأفريقية منافسة شديدة بين منتخبى مصر والجزائر، حيث يحتل المنتخب الجزائرى قمة المجموعة وله 13 نقطة، ومنتخب مصر فى المركز الثانى وله 10 نقاط، والفوز للجزائر أو التعادل بأى نتيجة يصعد بالفريق إلى المونديال، ووحده الفوز بفارق 3 أهداف يصعد بمصر إلى كأس العالم، بينما الفوز لمصر بفارق هدفين يذهب بالمنتخبين إلى لعب مباراة فاصلة يوم 18 نوفمبر». راديو فرنسا الدولى RFI أما راديو فرنسا الدولى أو «آر. إف. آى»، فبدوره أولى المباراة اهتماما خاصا لما يجمع بين مصر إحدى الدول التى تشارك بانتظام فى الدورات الفرانكفونية، وبين الجزائر التى تعتبر اللغة الفرنسية هى اللغة الثانية فيها بعد العربية. وقال لودوفيك جونتى مذيع ومراسل فى «آر. إف.آى» عن المباراة: «الجمهور الفرنسى كثير منه يترقب هذه المباراة، ويتابع أخبارها، ببساطة لأن أحد طرفيها هو منتخب الجزائر، وعادة ما يهتم الفرنسيون بأخبار الجزائر لما يربطهم بها». وأضاف فى حديثه عن المباراة: «اللاعبون المصريون غير معروفين بالنسبة إلى متابعى كرة القدم فى فرنسا، ربما لقلة عدد المحترفين المصريين فى الخارج، على عكس المنتخب الجزائرى الذى يعرف الجمهور الفرنسى العديد من لاعبيه، وأما عن المباراة نفسها فهى صعبة للغاية، والفوز لمنتخب مصر ب3 أهداف صعب، ولكنه غير مستحيل أمام المنتخب الجزائرى القوى، ولكن الجيل الحالى من اللاعبين المصريين قوى، ويتميز بالخبرة الكبيرة، ومعظم عناصره كانت مشاركة فى التشكيلة التى توجت بكأس الأمم الأفريقية عامى 2006 و2008، كما أن هناك عددا من اللاعبين الذين يسعون إلى ختام جيد لمسيرتهم داخل الملعب مثل أحمد حسن قائد الفريق والذى حصد ألقاب 3 بطولات أمم أفريقية، كذلك محمد أبو تريكة، وعدد آخر من اللاعبين الذين سوف يكون التأهل إلى كأس العالم 2010 بمثابة أفضل خاتمة لهم مع لعب كرة القدم». صحيفة الجارديان البريطانية أما صحيفة ال«جارديان» البريطانية، فكتبت تحت عنوان «مباراة سياسية بين مصر والجزائر»، وقالت عن المباراة: «ازدادت أجواء التحضيرات النهائية سخونة فى كل عاصمة، وسط إصرار منقطع النظير من كلا الجانبين بحسم بطاقة الترشح، وللمتابع أن يدرك حجم التراشق الإعلامى المتبادل من كل الجانبين خلال الآونة الأخيرة، وتأثيره على حماس وعصبية الجماهير، وقد أشعلت هذه المباراة حربا باردة بين اثنين من أبرز منتخبات القارة، مصر والجزائر». وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى الحرب الإلكترونية التى دارت بين جمهور المنتخبين على شبكة الإنترنت على ساحات موقع يوتيوب لمشاركة مقاطع الفيديو وموقع فيس بوك الاجتماعى. هيئة الإذاعة البريطانية بى. بى. سى تابع القسم المسئول عن القارة الأفريقية فى قسم الرياضة بال«بى. بى. سى.» استعدادات الفريقين للمباراة، ونقل أخبارهما، وأشارت إلى وجود مساع سياسية بين البلدين لنشر الهدوء بين جماهير المنتخبين قبل اللقاء. وقالت: «تحظى مباراة مصر والجزائر باهتمام هائل فى البلدين لأن نتيجتها ستحدد الفريق الذى سيتأهل إلى كأس العالم 2010». وأضافت ال«بى. بى. سى»: «إذا فازت الجزائر أو تعادلت أو خسرت بفارق هدف واحد فستصعد، أما مصر فيلزمها الفوز بفارق ثلاثة أهداف للتأهل، وإذا فازت مصر بفارق هدفين فسيلعب الفريقان مباراة فاصلة، وتحول الاهتمام الفائق بهذه المباراة إلى تراشق بين بعض وسائل الإعلام من الجانبين، وحاول بعض الناشطين على شبكة الإنترنت من الطرفين وقف أو تعطيل المواقع أو اختراق مواقع الطرف الآخر والتى اعتبروها معادية، هذا فى الوقت الذى اشتبكت فيه بعض الصحف والفضائيات حول المباراة التى صارت الحدث الرياضى الأبرز فى كل من البلدين، فى حين بادرت وسائل إعلام أخرى بإطلاق مبادرات للتهدئة ونشر الروح الرياضية».