- ميليسا فليمينج: تدهور الأوضاع في غزة والسودان وأوكرانيا أدى لنزوح الملايين وزيادة حجم المعاناة خلال زيارة رسمية إلى مصر، شاركت ميليسا فليمينج، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للتواصل العالمي، في بودكاست "أصوات داعمة " الذي يقدمه نائب مدير مركز الأممالمتحدة للإعلام محمد القوصي. وخلال المقابلة، أكدت فليمينج أن المجتمع الدولي يمر بمرحلة حاسمة تتسم بتصاعد النزاعات والانتشار السريع للمعلومات المضللة، مشيرة إلى أن هذه التحديات تُحدث تبعات إنسانية وجيوسياسية واسعة النطاق تستدعي تحركا دوليا منسقا. وأوضحت فليمينج أن تدهور الأوضاع في غزة والسودان وأوكرانيا وغيرها من المناطق أدى إلى نزوح ملايين الأشخاص وزيادة حجم المعاناة، مؤكدة أن المدنيين هم الأكثر تضررا من هذه الأزمات. وأضافت أن وكالات الأممالمتحدة تواصل العمل ميدانيًا لتقديم المساعدات المنقذة للحياة على الرغم من الظروف الصعبة للغاية. وفي معرض حديثها عن سوء الفهم الشائع المتعلق بدور الأممالمتحدة، شددت فليمنج على أن القرارات السياسية وخاصة تلك الصادرة عن مجلس الأمن يتخذها الدول الأعضاء، في حين تتولى الأمانة العامة ووكالات الأممالمتحدة تنفيذ تلك القرارات وتقديم الدعم الإنساني والتنموي، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم للفئات الأكثر ضعفا. وبشأن الوضع في غزة، أكدت فليمينج أن الأمين العام دعا باستمرار إلى حماية المدنيين، وتوسيع نطاق الوصول الإنساني، والإفراج عن الرهائن. وأشارت إلى اجتماعاته المتكررة مع عائلات الرهائن وحرصه على الاستماع إلى مخاوفهم والدفاع عن قضاياهم. كما حذرت فليمينج من التهديد المتصاعد للمعلومات المضللة والمغلوطة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مبرزة دورها في تأجيج الاستقطاب وتقويض الثقة العامة وإضعاف العمليات الديمقراطية. ودعت إلى تبني المبادئ العالمية لسلامة المعلومات، وتعزيز مبادرات الثقافة الإعلامية، وزيادة دعم الصحافة المستقلة القائمة على الحقائق. وأعربت فليمينج عن قلقها إزاء المحتوى الرقمي الضار الذي يستهدف الأطفال والمراهقين، مؤكدة ضرورة تبني نهج شامل متعدد الأطراف يضم الحكومات والمؤسسات التعليمية والمنصات الرقمية والأسر لضمان بيئة رقمية أكثر أمانًا. وخلال مشاركتها في منتدى مصر للإعلام، شددت فليمنج على الدور المحوري لوسائل الإعلام وأهمية حماية حقوق الصحفيين وصناع المحتوى، خاصة في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأكدت أهمية توفير تعويض عادل واحترام الملكية الفكرية، مشيرة إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي تعتمد بدرجة كبيرة على المحتوى الصحفي. كما أبرزت فليمينج قوة السرد القصصي في رفع الوعي، موضحة أن التجارب الإنسانية الفردية غالبًا ما تترك أثرًا أعمق من الأرقام والإحصاءات. واستشهدت بالقصة الحقيقية الواردة في كتابها، والتي تروي نجاة فتاة سورية لاجئة عقب حادث غرق مأساوي وهي قصة تعكس مدى تأثير السرد الشخصي في تشكيل الرأي العام تجاه قضايا اللاجئين. ودعت المسؤولة الأممية، الشباب، ولا سيما الفتيات، إلى اختيار مسارات مهنية تُسهم في تحسين حياة الآخرين وتعزيز رفاه الإنسانية. ويهدف بودكاست "أصوات داعمة "، الذي ينتجه مركز الأممالمتحدة للإعلام في القاهرة إلى تسليط الضوء على القضايا الرئيسية والمبادرات التي تقوم بها الأممالمتحدة في مصر.