• إتمام 50% من أعمال الحفر بين محطتى المتحف والرماية.. ومعدل التقدم يصل إلى 24 مترًا يوميًا • عمق محطة حدائق الأهرام يعادل 11 طابقًا.. وتجهيز مدخل المحطة بسلالم متحركة ومصاعد • نظام النفقين المنفصلين يُطبق لأول مرة لتحسين التهوية وتعزيز السلامة.. والرصيف فى منتصف المحطة • «الأبواب الزجاجية» تظهر لأول مرة بالمترو لرفع معايير الأمان • محطات الجيزة تدخل مرحلة التشطيبات.. والقطاع الممتد للفسطاط فى بدايات التنفيذ رافقت «الشروق» ماكينة حفر النفق الممتد بين محطتى «المتحف المصرى» و«الرماية»، ضمن المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق، ورصدت فى جولة حصرية لتفاصيل العمل داخل المشروع العملاق، لتصبح أول صحيفة تدخل إلى قلب ماكينة الحفر العملاقة TBM، التى تعمل على مدار 24 ساعة دون توقف، حتى خلال الأعياد والعطلات الرسمية، وهو ما يعكس حجم التحدى والدقة المطلوبة لتنفيذ المشروع. داخل الكابينة المركزية للماكينة، يتحكم فريق من المهندسين فى مختلف تفاصيل عملية الحفر، بدءًا من أنظمة التهوية والحقن، مرورًا بضبط اتجاه الماكينة وسرعتها، انتهاء بمتابعة قوة الدفع لضمان تقدم آمن داخل التربة، وبلغ معدل الحفر نحو 42 ملم فى الدقيقة، أى ما يعادل 10 إلى 12 مترًا فى الشيفت الواحد، وبمتوسط يومى يصل إلى 24 مترًا. وقال مسئول ماكينات الحفر بالهيئة القومية للأنفاق، أحمد عبد الغفار، ل«الشروق»: إن العمل يسير وفق الجدول المخطط، وأن الماكينة أنهت 50% من مسار النفق بين المحطتين، بعد إنجاز ثلاثة أنفاق أخرى سابقًا فى نفس الخط. كما روى الفنى أحمد محمد عبد الباسط، أحد العاملين بالمشروع، تجربته المهنية التى بدأت كعامل بسيط قبل أن يرتقى إلى فنى مختص، مشيرًا إلى مشاركته سابقًا فى نفق قناة السويس ونفق الشهيد أحمد حمدى 2. وأكد أن طاقم العمل فى المشروع مصرى بالكامل، باستثناء عدد محدود من الخبراء الأجانب. وخلال الجولة، تفقدت «الشروق» محطة «المتحف المصرى الكبير»، حيث أوضح مدير محطتى «المتحف» و«الرماية»، أحمد خالد حسين، أن المحطة تضم ثلاثة مداخل، بينها مدخل رئيسى يواجه بوابات المتحف، ويضم سلمين متحركين وأسانسيرا لتسهيل وصول كبار السن وذوى الهمم. وأكد حسين ل«الشروق»، أن اكتمال التشطيبات السطحية بنسبة 100% تزامنًا مع افتتاح المتحف، فيما وصلت الأعمال المدنية إلى 95%، وتتبقى بلاطة الرصيف التى ستنفذ بعد مرور ماكنتى الحفر، منوها إلى أن المرحلة الحالية تتركز على التشطيبات الكهربائية والميكانيكية والدهانات وتركيب المعدات. وأشار إلى أن مساحة جسم المحطة تبلغ 6700 متر مربع، فيما يصل طول الرصيف إلى 314 مترًا لوجود تحويلات فى السكك، وتشمل المحطة شبابيك تذاكر وسلالم متحركة وعلامات إرشادية لذوى الهمم. وفى محطة «حدائق الأهرام»، إحدى أعمق محطات الخط حيث تبلغ نحو إلى 35 مترًا (ما يعادل 11 طابقًا)، رصدت «الشروق» مراحل التنفيذ بحضور مدير المحطة أحمد هجرس، الذى أوضح أنها أول محطة نفقية بعد محطة الأشجار، وتتكون من أربعة مناسيب تشمل السقف ومنطقة التذاكر والمستويين الوسطين والرصيف واللبشة، وتبعد المحطة نحو 1600 متر عن محطة الأشجار، و1000 متر عن محطة النصر. وأضاف أن المحطة تضم أربعة سلالم خارجية تنقل الركاب من سطح الأرض إلى منطقة التذاكر، إضافة إلى سلالم داخلية تتوزع بين المستويات المختلفة، منها 6 سلالم نحو الرصيف، 4 منها متحركة، إلى جانب مصعدين، أحدهما للركاب بين منطقة التذاكر والرصيف، وآخر مصعد حريق يخدم الغرف الفنية. وأشار مدير المحطة إلى أن نظام الأبواب الزجاجية (Screen Doors) من أبرز مميزات الخط الرابع؛ ويتم تطبيقه لأول مرة فى مترو القاهرة الكبرى؛ بهدف تعزيز الأمان ومنع السقوط على القضبان، لافتا إلى أن طول رصيف محطة حدائق الأهرام يبلغ 190 مترًا بمتوسط عرض 8 أمتار، وتم الانتهاء من أعماله بالكامل. وأعلن أن نسبة الإنجاز فى الأعمال الإنشائية الأساسية وصلت إلى 95%، ويتبقى 5% فقط، تشمل تقفيل الفتحات المؤقتة وتركيب السلالم، أما أعمال التشطيبات فقد بلغت 25%، فى حين وصلت نسبة تنفيذ الأعمال الكهروميكانيكية (MEP) إلى 15%، وتم تركيب الفلنكات فى محطة الأشجار، على أن يبدأ تركيب القضبان فى باقى المسار خلال شهر بعد استلام القطاع الممتد حتى محطة النصر. وأشار إلى أن المحطة تتضمن تجهيزات متكاملة لذوى الهمم، تشمل بلاطات إرشادية على الرصيف، ومسارات ميسرة وسلالم كهربائية مجهزة، وأماكن مخصصة لهم داخل عربات المترو، بينما تم تخصيص الأدوار الفنية للمحولات الكهربائية وتجهيزات التشغيل دون تداخل مع حركة الركاب. ونوه إلى أن مواصلة الأعمال الكهروميكانيكية (MEP) والتى تشمل تركيب مواسير الكهرباء والكابلات والمياه المضغوطة وأنظمة مكافحة الحرائق، بينما جرى الانتهاء من تجهيز الغرف الفنية وغرف الماكينات، فيما سيتم تنفيذ سقف المحطة من «الجبس بورد» المعلق لإخفاء التركيبات، إلى جانب تركيب كاميرات مراقبة وشاشات عرض واضحة. وفى تصميم الأنفاق، كشف مدير المحطة عن اعتماد الخط الرابع على نظام النفقين المنفصلين يمينًا ويسارًا بدل النفق الواحد المستخدم فى الخطوط السابقة، وهو ما يضمن تهوية أفضل دون الحاجة لهوايات متكررة، ويحقق فصلًا تامًا بين الاتجاهين بما يقلل الأعطال ويعزز السلامة، لافتا إلى أن المحطة تضم 6 سلالم داخلية و4 سلالم كهربائية ومصعدين، إضافة إلى غرف محولات وغرف فنية التى تدار بمعزل عن الركاب، حيث يحققق تصميم الخط الرابع توازنا بين تعقيد البنية الهندسية وسهولة التشغيل، ليصبح من أكثر خطوط المترو تطورًا فى مصر. وفيما يتعلق بالأعمال النهائية، قال مسئول أعمال التشطيبات بمحطة حدائق الأهرام فى الخط الرابع للمترو، عمرو هشام، إن المحطة دخلت فى المرحلة النهاية من التجهيز، حيث اكتملت الأعمال المدنية الأساسية، بما فى ذلك المحارة، ودخلت المحطة مرحلة الرتوش التى تشمل الطلاء والدهانات، منوها إلى أن أعمال الأرضيات تتنوع بين الجرانيت والبورسلين. وأضاف هشام أن المحطة مجهزة ببلاطات مخصصة لذوى الإعاقة البصرية، إضافة إلى السلالم الكهربائية والمصاعد لضمان سهولة الحركة لجميع الركاب، كما ستعكس التصميمات النهائية الهوية البصرية لمنطقة الجيزة، بحيث تحمل المحطات طابعًا أثريًا مرتبطًا بالأهرامات. وأشار إلى أن الرصيف سينفذ فى منتصف المحطة لأول مرة، بخلاف النظام التقليدى الذى يعتمد على أرصفة جانبية، ويعود ذلك إلى تصميم الخط الرابع الذى يقوم على نفقين منفصلين يمينًا ويسارًا بدل نفق واحد، وهو ما تطلب تشغيل أربع ماكينات حفر متزامنة. وأكد أن من أهم مزايا المحطة وجود أبواب «سكرين دورز» على الرصيف، وهى تقنية تطبق لأول مرة فى مترو القاهرة الكبرى لتعزيز الأمان ومواكبة المعايير الحديثة المعمول بها عالميا. أما نائب مدير الأنفاق بالهيئة القومية للأنفاق، محمد الشناوى، فأوضح أن نسبة تنفيذ الأعمال النفقية بالخط الرابع للمترو وصلت إلى نحو 70%، وأنهم على وشك إنهاء المرحلة الحالية، مؤكدًا أن ماكينة «بتروجيت» تقترب من دخول محطة المتحف، بينما تتقدم ماكينة «كونكورد» من محطة المتحف باتجاه ميدان الرماية، ومن المتوقع وصولها خلال أسبوع إلى أسبوعين. وذكر أنه فى القطاع الآخر من الخط الرابع للمترو، تعمل ماكينة حسن علام الموجودة حاليًا فى محطة الطالبية ومتجهة إلى مدكور، فيما تستعد ماكينة المقاولين العرب للانطلاق من محطة المطبعة نحو الطالبية، مرجحا اكتمال الأعمال النفقية خلال أقل من عام. وأوضح الشناوى انتهاء معظم الأعمال المدنية حتى محطة الجيزة، وبدء أعمال التشطيبات، بينما ما زال الجزء الممتد من الجيزة حتى الفسطاط فى المراحل الأولى للإنشاء، متابعا أن الخط مقسم إلى جزءين، جزء من محطة الأشجار حتى ميدان المساحة، وجزء من ميدان الجيزة حتى الفسطاط، والذى يضم المحطتين التبادليتين مع الخط الأول (الملك الصالح) والخط الثانى (ميدان الجيزة)، ومن المخطط افتتاح الجزء الأول ثم التوالى مباشرة للجزء الثانى بفترة زمنية قصيرة بينهما.