دعا بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، خلال لقائه صباح اليوم الثلاثاء، الطاقم الطبي والمرضى في مستشفى راهبات الصليب في جل الديب بجبل لبنان، المسيحيين إلى الاهتمام بالفقراء. وتجمع الآلاف من مؤسسات الجمعية التربوية والكشفية والصحية في باحة الدير لاستقبال البابا، وأخذ بركته رافعين الأعلام البابوية واللبنانية على وقع الهتافات والأناشيد المرحبة به. وكانت في استقبال البابا عند مدخل الدير الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الأم ماري مخلوف التي رحبّت بالبابا، وقالت في كلمة: "نصلي معكم، كي تأتي الساعة التي يفرح فيها لبنان، والمؤمنون في العالم، وبنات أبونا يعقوب، بعرس إعلانه قديسا على مذابح الكنيسة، ليكون نموذجا مشرقا في محبة الفقراء، وشفيعا لهم". وقال البابا، في كلمة له: "نحن- المسيحيين- كنيسة الرب يسوع، مدعوون بصورة خاصة إلى الاهتمام بالفقراء، الإنجيل نفسه يطلب منا ذلك، ولا ننسى أن صرخة الفقراء التي نسمع صداها أيضا في الكتاب المقدس تخاطبنا، على وجه الفقراء المتألم نرى مطبوعة آلام الأبرياء، ومن صم آلام المسيح نفسه". وأضاف، "يسعدني أن التقي بكم، كانت هذه رغبتي لان يسوع يسكن هنا فيكم انتم المرضى، وفيكم انتم الذين تعتنون بهم، الراهبات والأطباء وجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية والموظفين". وتابع "هذا المستشفى أسسه الطوباوي ابونا يعقوب، رسول المحبة الذي لم يكل ولم يتعب، ونتذكر قداسة حياته التي تجلت بشكل خاص لمحبته للفقراء والمتألمين وتواصل راهبات الصليب الفرنسيسكينيات اللواتي أسسن عمله ويقمن بخدمة ثمينة. شكرا لكنّ أيتها الأخوات العزيزات على الرسالة التي تحملنها بفرح وتفان". وشكر البابا طاقم المستشفى، قائلاً: "إن حضوركم المهني وعنايتكم بالمرضى هي علامة ملموسة على محبة المسيح وحنانه، انتم مثل السامري الرحيم الذي توقف عند الجريح واهتم به، يعينه ويشفيه". وأضاف: "أحيانا يمكن أن ينتابكم شعور بالتعب والإحباط، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تعملون فيها، أشجعكم على ألا تفقدوا فرح هذه الرسالة وبالرغم من بعض الصعاب أدعوكم إلى أن تضعوا دائما أمام أعينكم الخير الذي يمكنكم تحقيقه، انه عمل كبير في عيني الله". وأكد، أن "ما نشهده في هذا المكان هو عبرة للجميع ولأرضكم، لا بل وللبشرية جمعاء، لا يمكن أن ننسى الضعفاء ولا يمكننا أن نتصور مجتمعا يركض بأقصى سرعة وهو متشبث بأوهام الرفاهية الزائدة، متجاهلا حالات كثيرة من الفقر والهشاشة". وأقام البابا بعدها صلاة قصيرة، بعدها تسلم من الأم مخلوف أيقونة مار يعقوب وهدايا تذكارية أخرى، وغادر بعدها مستشفى دير الصليب متوجها إلى جناح السيدة حيث التقى الأطفال في مبنى "سان دومينيك" بعيدا عن الإعلام. وشارك في اللقاء اللبنانية الأولى نعمت عون وعدد من المرضى والراهبات والطاقم الطبي والإداري في المستشفى. وكان البابا توجه إلى موقع انفجار مرفأ بيروت، حيث أقام صلاة صامتة أمام اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء 245 ضحية في انفجار مرفأ بيروت في الرابع أغسطس 2020 . وقام البابا بعدها مصافحة أهالي الضحايا. واستمع مطولاً إلى معاناتهم ، وقدم هدايا إلى الأطفال. وانتقل بعدها إلى "الواجهة البحرية لبيروت" ليترأس القداس الإلهي ، قبل أن ينهي زيارته إلى لبنان التي استمرت 3 أيام.