تمتلئ الولاياتالمتحدةالأمريكية، اليوم الخميس، بالصياح، حيث يتجه ملايين الديوك الرومية للذبح في طقس أمريكي متجذر لاحتفال يوم الشكر الذي يوافق آخر يوم خميس من كل نوفمبر في السنة؛ ليصبح الديك الرومي محورًا للتجمعات العائلية والمراسم الرسمية في البيت الأبيض، حيث يتلقى ديكان روميان عفوًا رئاسيًا مقابل ملايين الديوك التي أصبحت على موائد العشاء. وتسرد "الشروق"، حكاية عادة ذبح الديوك الرومية وارتباطها باحتفالات يوم الشكر عند الأمريكيين، وذلك نقلًا عن: "صحيفة واشنطن بوست، دائرة المعارف البريطانية، وناشيونال جيوغرافيك". * الديك يجمع المستعمرين بالهنود الحمر وتقول أسطورة أمريكية، إن عادة يوم الشكر بدأت عام 1621، حين صاد عدد من المستوطنين الأوروبيين في ماساتشوستس الأمريكية عشرات الديوك البرية؛ ما لفت انتباه السكان الأصليين الذين كانوا على عداوة مع المستعمرين الأوروبيين، ليقتربوا من مخيم الأوروبيين الذين دعوهم لتناول الديوك؛ لتنشأ علاقة صداقة بين الجماعتين في مشهد يعكس توحد الشعب الأمريكي من أوروبيين وسكان أصليين. * سيدة جنت على الديوك وتجدر الإشارة لوجود تنازع بين المؤرخين على صحة أسطورة السكان الأصليين مع الديوك، بينما من المؤكد أن صحفية أمريكية هي من جنت على الديوك الرومية، إذ قامت سارا جوزف، رئيس تحرير مجلة أمريكية شهيرة ومؤلفة أغنية "ميري لديها حمل وديع"، بكتابة رواية "نورث وود" عن يوم الشكر وذكرت فيها تناول الديك الرومي بالعشاء العائلي. فيما رافقت القصة بحملة دعائية لاعتماد يوم الشكر مناسبة رسمية والتي وافق عليها الرئيس إبراهام لينكون عام 1863، وأصبحت الديوك تُذبح في تلك المناسبة. ويتميز الديك الرومي عن غيره من الحيوانات بوفرة لحمه بوزن 17 كيلوجراما، بينما يملك انتشارًا واسعًا منذ جلبه الأوروبيون لأمريكا، وكانوا يشترونه من التجار الأتراك، وهو سبب إطلاق لفظة "تركي" على الديوك باللغة الإنجليزية، وبجانب ذلك تقتصر إنتاجية الديك على اللحم، حيث لا يوفر حليبًا أو بيضًا مثل الدجاج والأبقار. * ديوك تنجو من المذبحة بعفو رئاسي اعتاد الرؤساء الأمريكيون، في مراسم رسمية تلقي هدية ديكين روميين في كل احتفال شكر، وكانت تُذبح كسائر ديوك الأمريكيين، ولكن الرئيس جورج بوش الأب في عام 1989 أصدر عفوًا رئاسيًا رسميًا عن الديكين الروميين لديه، وأصبحت عادة لدى كل رئيس أمريكي. فيما تذكر أسطورة متداولة أن أول رئيس عفا عن ديك رومي كان إبراهام لينكون الذي استجاب لرغبة ابنه المشفق على الديك من الذبح. وتتلقى ديوك الرؤساء معاملة خاصة، حيث تتم مسابقات على مستوى المزارع الأمريكية ليفوز بها الديكان المناسبان للرئيس، وبعد العفو الرئاسي ينتقل الديكان للإقامة في ديزني لاند حيث يشاركان في مواكب يوم الشكر. * مجزرة ل40 مليون ديك ورصدت الإحصائيات الأمريكية أرقامًا ضخمة عن الديوك الرومية في يوم الشكر، حيث يتم ذبح 40 مليون ديك بحسب القناة الثانية في أوهايو، بينما ينفق الأمريكيون 983 مليون دولار على لحوم الديك وفق الاتحاد الأمريكي للديوك الرومية، بينما خصصت الولاياتالمتحدة خطًا ساخنًا لتوفير المساعدة بوصفات طبخ الديك، حيث يتلقى ذلك الرقم 100 ألف مكالمة خلال يوم الشكر بحسب إحصائية حديثة. * طقوس أكل الديك الرومي ويطبخ الأمريكيون الديوك الرومية على وجبة العشاء لتجتمع عليها الأسرة، وفي ذلك يتم الاحتفاظ بعظمة الصدر الخاصة بالديك ويتجاذبها شخصان من كل جهة بينما يتمنيان أمنية، ومن يقطع العظمة الأكبر تتحقق أمنيته بحسب المعتقد الأمريكي الشائع.