قال الدكتور ياسر ثابت، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن التصعيد الحالي بين واشنطن وكراكاس يعكس سعي الولاياتالمتحدة، بقيادة دونالد ترامب، لترسيخ ما يمكن وصفه ب"عقيدة جيمس مونرو"، التي تعتبر دول أمريكا اللاتينية جزءًا من الفناء الخلفي للولايات المتحدة، بهدف ضمان سيطرتها ونفوذها الجيوسياسي في المنطقة. وأضاف ثابت، خلال استضافته مع الإعلامية مارينا المصري، في برنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الأزمة في فنزويلا لا تتعلق فقط بمحاربة تجارة المخدرات أو بمحاولة الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، الذي يمثل الإرث الشافيزية، بل تشمل محاولة فرض نفوذ وسيادة أمريكية، خاصة على ملفات النفط والوضع السياسي، بينما يبقى ملف المخدرات على الواجهة لكنه ليس الأولوية. وأشار إلى أن التحركات الأمريكية ضد مادورو تصاعدت تدريجيًا منذ عام 2019، لافتًا إلى أن محاولات ترامب السابقة للإطاحة بالرئيس الفنزويلي لم تنجح بسبب تقارب مادورو مع الصين وروسيا، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير للإدارة الأمريكية ويزيد من حدة التوتر. وفي سياق متصل، أكد ثابت أن هناك توجها من الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لإعادة ترتيب الخارطة في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية، موضحًا أن قضية المخدرات لا تشكل أولوية حقيقية بالنسبة لواشنطن، إذ إن ما يدخل منها من فنزويلا لا يتجاوز 3 إلى 7% من إجمالي المخدرات الواردة إلى الولاياتالمتحدة، بينما تأتي الغالبية من المكسيك وكولومبيا وربما الإكوادور. وأضاف أن الوضع الجيوسياسي الحالي يشير إلى محاولة لإعادة تأديب الدول والأنظمة المارقة، مشيرًا إلى تشابه هذا النهج مع الهجمات الأمريكية على العراق بعد 11 سبتمبر، حيث تُوجَّه الضربات إلى الجهة الخطأ في التوقيت الخطأ. وأوضح ثابت أن السيناريوهات المطروحة تشمل الحرب، الضغط السياسي، التهديد، الضربات الانتقائية، أو محاولة التدخل العسكري، مؤكدًا أن سياسة ترامب الحالية تقوم على "الضغط الأقصى" بهدف تمكين القوى المعارضة أو دفع قادة الجيش للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ورجّح أن يكون التدخل العسكري الشامل أقل احتمالًا في الوقت الراهن نظرًا للتكلفة العسكرية والسياسية العالية، لكنه لم يستبعد احتمال تنفيذ ضربات انتقائية لتحقيق أهداف محددة داخل فنزويلا.